قصص منوعة

إليسا وإخوتها الجزء الأول

إليسا وإخوتها الجزء الأول

يحكى عن أحد الملوك كان له أحد عشر إبنا وإبنة واحدة كانت تدعى إليسا.

كان الإخوة الأمراء يذهبون إلى المدرسة وعلى صدر كل منهم نجمة وسيف إلى جانبه ،

كانوا يكتبون على ألواح من الذهب والماس ، وكانوا يجيدون القراءة والكتابة عن ظهر قلب ، مما جعلهم مميزين عن غيرهم.

كانت أختهم الأميرة إليسا تجلس على كرسي صغير من الزجاج وكان لها دفتر صغير فيه صور ،

كان الأمراء سعداءا ، ولكن سرعان ما تحولت هذه السعادة إلى تعاسة ما بعدها تعاسة.

عندما قرر أباهم الملك الزواج من ملكة طيبة الظاهر شريرة الباطن ،

كانت لا تحب إطلاقا الأطفال وكانت أولى إهتماماتها التخلص من الأمراء الصغار حالما تسمح الفرصة لها بذلك.

وأولى بوادر حقدها هذا ظهرت عندما وضع أحد خدمها الرمل في الشاي للأمراء الصغار عوض السكر ،

بإيعاز منها أثناء حفل زفافها من أبيهم الملك.

لم يمض وقت طويل عليها في القصر حتى أقنعت أبيهم الملك بضرورة ترك تربيتهم والإعتناء بهم لها ،

وبفعل سحرها النافذ وشعوذتها القوية خر لأمرها وأصبح عديم الجدوى والقوة.

فأول ما فعلته أنها طردت الأميرة الصغيرة وأجبرتها على الإقامة الجبرية في إحدى مزارعهم ،

أما بقية الأمراء الذكور فسحرتهم وحولتهم لبجعات ولسوء حظها ولخطئ في تعويذتها السحرية تحولوا لبجعات غاية في الجمال ،

سرعان ما أخرجتهم من نوافذ القصر إلى الحقول والغابات.

كان الوقت صباحا باكرا عندما مر الإخوة الأمراء البجعات فوق الكوخ الذي تنام فيه أختهم الأميرة إليسا ،

ولم يكن يمكنها أن ترى جمال البجعات وطول أعناقها أو تسمع ذلك الصوت الصادر عن أجنحتهم أثناء الطيران ،

عرجوا محلقين بإتجاه الغابة المظلمة وبعدها إلى شاطئ البحر البعيد.

إقرأ أيضا: قصة الغجرية العذراء الجزء الأول

كانت تمر الأيام على الأميرة الصغيرة متشابهات وكان عزائها الوحيد ورقة خضراء تلهو وتلعب بها ،

وتنظر للشمس من خلال ثقب فيها لتتخيل أنها ترى عيون إخوتها وقبلاتهم لها على خدها.

1 3 4 10 1 3 4 10

كانت زوجة أبيها الملك رغم كل ما فعلته بها تحقد عليها لأنها كلما قرأت ترنيمة شعوذتها أخبرتها الأخيرة أن الأميرة إليسا أجمل منها ،

وكانت تتمنى لو أنها سحرتها لبجعة برية وتخلصت منها كباقي إخوتها.

ولكن إلحاح أبيها وإصراره على رؤية إبنته التي قارب عمرها على الخمسة عشر عاما منعها من إتمام مخططها.

في الصباح الباكر ذهبت الملكة الشريرة إلى الحمام والذي بني من الرخام والمرمر وزين بالوسائد الناعمة والسجاد الجميل ،

حملت ثلاث ضفاضع صغيرة وسحرتها لتنفذ أمرها.

فالضفضع الأول عليه القفز على رأس الأميرة إليسا كي تصبح غبية ،

والثاني عليه القفز على جبينها كي تصبح قبيحة.

أما الثالث فعليه القفز إلى قلبها كي تشقى في جسدها الجميل ولا يستطيع والدها التعرف عليها.

وأتمت شعوذتها برش حشائش مسحورة في حوض الماء كي تتمكن من السيطرة عليها ،

وحولت الضفاضع الصغيرة لورود حمراء كي يسهل تنفيذ مخططها.

وعندما قدمت الأميرة الصغيرة سيقت إلى الحمام كي تلقى وعدها المشؤوم ،

فتحولت تلك الأميرة الجميلة لشكل آخر قبيح لم يكن حتى بإستطاعة أبيها التعرف عليها وأكمل المخطط بطردها خارج القصر.

خرجت إليسا وبدأت في الغابات والحقول والألم يعصر قلبها الصغير ،

وكان أملها الوحيد المتبقي لها أن تجد إخوتها الأمراء كي يعيدوا لها إعتبارها دون أن تدري بعد بما حل بهم.

إقرأ أيضا: لقد ابتلاني الله بزوج بليد الجزء الأول

أرخى الليل سدوله عليها بألوان الهموم ليبتل فمالت عند جذع شجرة واتخذت طحالبا برية فراشا ،

ومنزل لم تكن تفكر في مشرب أو مأكل بل إخوة وعزوة.

قضت ليلتها وهي بين مد كوابيس وجزر أحلام تتعلق تارة بأشطان فرح للقاء الأحبة ثم تنقطع بها لتهوي في دوامات الترح.

ظلت هكذا إلى أن أيقظتها أولى خيوط أشعة الشمس.

نهضت مهلوعة تتلفت حولها وتنادي بأعلى صوتها لعل إخوتها يسمعونها أو مخلوق يدلها.

مشت في الغابة إلى أن وصلت غديرا صغيرا طلبا لشربة ماء أو عشبة دواء لألم جسدها الذي لم يكن بقوة عذاب نفسها وووحها.

فجأة ظهرت أمامها عجوزا من عندها علم سير الأولين والمترفين ، قالت لها :

إليسا إخوتك تحولوا لبجعات جميلات بفعل ساحرة ، وعند الليل يرجعون لهيئة بشر كما كانوا ،

وهم يسافرون كل يوم من بلاد بعيدة إلى هنا بحثا عنك.

ردت إليسا والدهشة والحيرة تكسر الحروف والكلمات على شفتيها أين هم دليني أرجوك.

فأجابتها إمشي مع مجرى الغدير إلى مصبه في البحر وستجدينهم هناك.

شكرتها وهي تهرول وتجري حتى وصلت ملتقى الماء بالماء لتجد إخوتها وتحمد السماء ،

وبعد عناق ودموع أشواق قصت القصص وعرف السبب وبطل العجب.

وبعد أخذ ورد قرروا الذهاب لمكانهم الجديد البعيد عن عيون الشريرة ومعاناتهم المريرة إلى أن يجعل الله لهم مخرجا.

باتوا ليلتهم فرحين بلقائهم وحزينين بمنقلب حالهم من عيش رغيد إلى نوم على الحصى والرمل ،

بعد أن رجعوا لهيئتهم كبشر عند المساء فتأثير السحر يسري في ضوء النهار فقط عليهم.

في الصباح وجد الإخوة شباك صيد قديمة مرمية على الشاطئ فأخذوها لتجلس أختهم إليسا وسطها ،

ويحمل كل واحد منهم من جهة طاروا الإخوة البجعات وإليسا ترتجف أحيانا خوفا ومن لسع الهواء البارد عاليا فوق البحر.

إقرأ أيضا: إليسا وإخوتها الجزء الثاني

ولكن دفئ قرب إخوتها حولها كان سرعان ما يبدد هذه البرودة إلى أن وصلوا لأرض جديدة عليها ،

كانت خضراءا بين ماء وجبال تطال السماء علوا فيها أشجار طيبة الثمر وماء حلو السكر عاشوا هناك سعداء.

إعتاد الإخوة البجعات الطيران في سرب مع كل ضوء نهار والعودة عند الغروب ليرجعوا لهيئتهم البشرية ،

ويقضون ليلتهم بجانب أختهم التي إتخذت من مغارة بيتا لها ولهم جميعا

رأت يوما في حلم نفس تلك العجوز التي دلتها أول مرة على مكان وجود إخوتها ،

وقالت لها خلاص إخوتك من دنس السحر لا يتم إلا بتضحيتك بجمال ونعومة أناملك وجلد بشرتك ،

وذلك بأن تحيكي وتنسجي وتخيطي لكل أمير بجعة قميصا أخضرا من أورق القريس اللاسعة شديدة الحرقة.

وأي كلمة تخرج من فمكِ فيها هلاك أحد إخوتك.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?