Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

إليسا وإخوتها الجزء الثاني

إليسا وإخوتها الجزء الثاني

أفاقت من نومها مذعورة متألمة من هول ما رأت وفرحت لمعرفة خلاص إخوتها حتى ولو كان الثمن ألمها الشديد ،

وحالما ذهب إخوتها كعادتهم دون أن تكلمهم.

باشرت في قطع أوراق القريس وهي تتألم وتإن من شدته دون أن تخرج صوتا واحدا حفاظا على حياة إخوتها.

في يوم خرج ملك هذه البلاد في رحلة صيد وحاشيته ومهرة الصيادين برفقته ليسوقهم القدر إلى هذا المكان البعيد عن العمران ،

وأول ما رآها سحره جمالها كلمها ولكن لم تكن تستطيع إجابته رغم أنها أعجبت بوسامته.

إنزعج أحد الحشم لعدم ردها على الملك لكنه نهره وأبعده عنها وأمر بحملها مع الركب والعودة للقصر.

كان يسترق النظرات إليها ولم يستطع إخفاء إعجابه الشديد بها ،

وكان يتمنى لو تستطيع التواصل معه بالكلام عوض إماآت بالعيون أو الرأس.

لما وصل الموكب القصر أمر لها بثياب فاخرة وحلي وقفازات حريرية لتغطي وتلف تلك الإلتهابات والشقوق العميقة في يديها الناعمتين.

لم يصمد طويلا حتى طلب منها الزواج ، ولكن ما كانت تفكر فيه وأخذ كل تفكيرها هو حياكة قمصان نجاة إخوتها وخلاصهم.

وكأن الملك الوسيم فهم سرها دون أن تقوله له.

فأخذها إلى غرفة صغيرة في القصر حيث وضعت فيها كل تلك الأوراق الحارقة والمنسوجة منها ،

وقال لها لن أكون حجر عثرة في طريق ما كنت تنوين القيام به ، ولكن أريدك بجانبي كزوجة متوجة.

فرحت بما سمعت ورأت منه وانحنت مقبلة يده ودليلا منها على قبولها الإرتباط به ما دام هذا لا يعيق حياكة القمصان وخلاص إخوتها.

إقرأ أيضا: رجل غني يروي قصة حدثت معه منذ فترة

أقيمت الأفراح في أرجاء المملكة ، ولكن كبير الأساقفة كان يرفض ويكره أن تتوج واحدة من خارج المملكة ملكة على البلاد والعباد ،

ولكن إصرار الملك على هذا الزواج جعله يرضخ لأمره مكرها.

كانت الملكة إليسا تذهب خلسة كل ليلة بعد نوم زوجها لتلك الغرفة لخياطة القمصان مخفية كل تلك اللآلام التي تعانيها عن الجميع حتى زوجها الملك.

وفي يوم إنتهت كمية أوراق القريس لديها وكان لزاما عليها إحضار غيرها من مقبرة المدينة حيث تنمو هناك بكثرة ،

إنتظرت إلى أن نام زوجها وانتصف الليل ، خرجت وحيدة من القصر إلى المقبرة كي تحضر ما يلزمها من هناك.

رغم ما أشيع عنها وعن الجن والعفاريت الساكنين فيها لم تأبه لكل هذا ،

فالهدف أسمى وأنبل حتى ولو كانت هي نفسها قربانا وفداءا.

شاهدها كبير الأساقفة وهي خارجة من القصر وتبعها ليوقع بها عند مليكه ،

ولما رأى من بعيد أنها لا تأبه لأصوات العفاريت والجن في المقبرة قال أنها ساحرة ،

وأوراق القريس ما هي إلا لشعوذة تمارسها للسيطرة على السلطان.

رجعت الملكة إليسا غير آبهة لألمها أو ما حولها بل تريد أن تصل تلك الغرفة لتكمل نسيجها وخياطتها ، فالفرج قريب.

ومضى الكثير ولم يبقى إلا القليل.

في الصباح أسرع كبير الأساقفة ليشيع ويزيد كذبا وأحضر معه جمع من المنتفعين والإنتهازيين قائلا :

ما حكم السحر والسحرة في شريعتنا وعرفنا إلا الحرق على مرآ ومسمع الجميع.

تردد الملك كثيرا وسأل الحرس والشهود الذي أكدوا وحلفوا الأيمان حتى هي الملكة لم تنفي أو تدافع عن نفسها.

فقرر الملك والأساقفة حرقها وحددوا موعد الغد لذلك وأعلن في البلاد ودعوا جميع العباد ليكونوا من الأشهاد.

إقرأ أيضا: حكاية الرجل الذي يفهم لغة الحيوانات

كان تفكير إليسا الوحيد الإنتهاء من آخر قميص بين يديها قبل موعد حرقها ،

وكانت ملائكة القلوب الطيبة تساندها وتخفف عنها إلى أن أنهت قميص آخر أخ لها ، ولكن كيف لها أن توصل هذه القمصان؟

جاءتها العجوز التي كانت قد أخبرتها في الأول عن إخوتها الذين تحولوا إلى البجعات ودلتها عن مكانهم قائلة :

لا تخافي ولا تحزني وأنت من ضحت بنفسها من أجل إخوتها لن يضيع عملك هباءا.

وعندما جاء موعد حرقها تشبثت بقمصان إخوتها وقال كبير الأساقفة فلتحرق هي وشعوذتها هذه.

وضعت على عربة مكشوفة يجرها حمار وهي تسمع شتائم الشامتين رغم أن هذا المشهد كان يحزن الملك ،

لكنه لم يستطع تغيير الأمر أو لم يرد تبديل العرف عندهم.

على رأس تلة في طريق مكان المحرقة ظهر الإخوة الأمراء البجعات لقد ساقهم القدر أو قل ما شئت ،

فسارعت إليسا ونادتهم فطاروا وحطوا عندها على العربة أمام الجميع وفي حيرة مما يشاهدون.

وضعت على كل واحد منهم قميصا والدماء تنزف من يدها فتحولوا إلى أشكالهم البشرية ،

إلا الأخ الأصغر الذي بقي بجناحي بجعة لأن كم القميص لم يكن كاملا.

خر الملك ومن معه لها ساجدين بعد أن سمع منها ومن إخوتها ما حدث لهم جميعا طالبا منها الصفح على ما كان سيرتكبه بحقها ،

متوعدا كبير الأساقفة والأخرين بعذاب عظيم لكن كبر قلبها وخلقها جعلها تتوسل إليه الصفح عن جميع الخاطئين.

عم المكان رائحة أجمل الورود وتلك النار الموقدة لحرق الملكة إليسا جعلت لشواء الذبائح وإقامة الأفراح إبتهاجا بهذا الحدث السعيد وعاشو كلهم سعداء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?