إمرأة صالحة عمرها فوق التسعين يقول ابنها :
في يوم من الأيام جاءني قريب لنا وأمي جالسة عندي ،
فلما دخل قال ما شاء الله الوالدة عندك ؟
يعني في البيت.
فقلت : لا أنا عندها ، من باب الإكرام لها.
فقالت الوالدة : لا يا بني عندما كنت صغيرا ، كنت عندنا ، ولكن لما كبرنا صرنا نحن عندك.
ألم تقرأ قول الله تعالى : ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما )
يقول الإبن : كأني لأول مرة أسمع هذه الآية ،
كل شيء في الوالدين يضعف مع تقدم السن ورقة العظم ،
إلا عاطفة الأبوة والأمومة ، فلا تزداد إلا قوة.
فاحذروا أن تطفئوا هذه العاطفة ببرودة مشاعركم!
لا ترهقوا أباءكم بعصيانكم ، فوالله إن دمعة واحدة تجري على خد أم أو لحية شيبة أب متحسرة ،
كفيلة بإغراقكم في ظلمات الحياة!
أكثروا من قول : { ربِّ اغفر لي ولوالديّ }
فإنها تجمع بين ثلاث عبادات ، الدعاء ، والبرّ ، والإستغفار.
اللهم اغفر لنا تقصيرنا وإسرافنا على أنفسنا
واعف عنا وعن والدينا.
بر الوالدين ليس مناوبات وظيفية بينك وبين إخوتك، بل مزاحمات على أبواب الجنة.
هذه حقيقة يغفل عنها البعض.