إنتهت إجازته وركب الطاىٔرة عاىٔدا إلى بلده بجانبه إمرأة مسنة من الفلاحات.
في الطاىٔرة قاموا بتقديم وجبات الطعام ،
ومع كل وجبة قطعة حلوى بيضاء ،
فتحت المرأة المسنة قطعة الحلوى وبدأت تأكلها بالخبز ظنا منها أنها جبنة بسبب اللون الأبيض ،
وعندما إكتشفت أنها حلوى شعرت بإحراج شديد ونظرت إلى الرجل الذي بجانبها ،
فتظاهر أنه لم يٕرى ماذا حدث.
وبعد ثواني قليلة قام بفتح قطعة الحلوى وبدأ يأكل منها بالخبز مثلما فعلت السيدة المسنة تماما ،
فضحكت المرأة ، فقال لها ! سيدتي لما لم تخبريني أنها حلوى وليس جبنة؟!
فقالت المرأة وأنا كذلك مثلك! كنت أظنها جبنة!
بالتأكيد كان يعلم أنها ليست جبنة ويعلم أنها حلوى ، ويعرف أنها رحلة قصيرة وسوف تنتهي ،
ويدرك أنها مجرد إمرأة بسيطة وليست معتادة على ركوب الطائرة.
يقول سفيان الثوري : ما رأيت عبادة أفضل وأعظم عند الله من جبر الخواطر.
وإماطه الأذى عن مشاعر وقلوب الناس لا يقل قدرا عن إماطة الأذى عن طريقهم.
أجبروا الخواطر ، وراعوا الناس في مشاعرهم وانتقوا كلماتكم حتى لا تكون حجارة في قلوبهم.
العبرة :
تلطفوا بأفعالكم ولا تؤلموا أحدا وقولوا للناس حسنا وعيشوا أنقياء أتقياء ،
ولا تحسسوا على هفوات الآخرين فلن ترتفع درجة بإظهار عيوب الآخر.
سنرحل ويبقى الأثر.