إنني أغبط كل إمرأة تستيقظ في الخامسة فجرا
إنني أغبط كل إمرأة تستيقظ في الخامسة فجرا تاركة ذراعات زوجها النائم وفراشها الدافىء ،
منفضة عن جفنيها غبار النوم لتجهز فطورا طازجا ، أو لتعد حماما دافئا ، لتهندم قميصا وتعد بنطالا.
أتخيلها وقد تحركت ببطء لا ترى نصف ما حولها ، لكنها راضية.
تفعل هذا عن طيب خاطر وحب ولو خيروها بين أن تعود لفراشها أو يذهب زوجها لعمله ، دون أن تُدرِكه ،
لاختارت أن تخسر نصف عمرها ولا أن يُشاك هو بشوكة واحدة.
ترتب سريرا ، وتسقي زرعا وتقيم فرضا ، وتصنع طعاما ولا تخجل أبدا لكونها تمسد كَتِفًا أو تربت على ظهر ،
أو تستمع بحرص لحديثٍ لم يزدها إلا مللا.
تعلم مشاق الحياة في الخارج ، وصنيعها بكل ربَّ أسرة وعدائها الدائم للباحثين عن الحلال.
ولهيبها المستعر في قلب كل شاب ترك بيته باحثا عن قوت يومه ، فتبادره برسالة لطيفة تروي بها ظمأ فؤاده.
تكتب له ما قيمة البيت الدافىء وأنت لست فيه؟!
أو ما قيمة الهواء البارد وأنت بالخارج تتنفس لهبًا ،
صنعتُ لكَ طعامًا تحبه فكِر ما هو ، فينسى مشاغله ويكتب لها بطة تطهو بطة أيعقل؟!
أتخيلها وقد هدهدت الصغار ونظفتهم وأوصتهم بأبيهم خيرًا ، ثم إستقبلته كما لو أنه فارقها منذ عام وليس مجرد سويعات.
تدرك أنها أساس البيت ومحوره فلا تجد حرجا إن منعت نفسها عن الطعام ليكفيهم ،
أو تخلت عن بعض إحتياجاتها لتوفر كامل إحتياجاتهم ، أن تكتم مخاوفها لتوئِد مخاوفهم.
أن يمنحها مصروفا فتأخذه مبتهجة فَرِحة ثم تعيده دون أن يعلم لجيب بنطاله في وقت أزمة.
أن تخبره أنه نعم الزوج رغم حزنها أحيانا من تقصيره ،
وأن تحب أمه وأهله بالرغم من أنهم بادلوها الحب بغيرة وأنانية.
أن تدرك أن الحياة سكن وود وتغافل وتغافل ، فتتناسى مرة وتتغابى مرة وتتغافل مرتين.
إقرأ أيضا: إذا أردت أن تعصي الله فعليك بـ 5 أشياء؟
أن تحب الموضة دون أن تُجنَّ بها ، وتلهث وراء الكتب دون أن تقصر بحق بيتها ،
وألا تتجاهل شغفها وكيانها بلا إفراط أو تفريط.
في النهاية لا نمل أن نقول أنتن أساس البيت ومحوره ،
قادرات بأن تجعلن منه بطيبٍ عشرتكن روضةً بأعلى عليين ،
أو تحولنه إلى أسفل سافلين فاختر لأنفسكن ما يليق بكن.