Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

إني أسوس رجالا

إني أسوس رجالا

دخل رجل إسمه جارية بن قدامة ذات يوم على أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ، وكان عند معاوية ثلاثة من وزراء قيصر الروم.

قَال معاوية لجارية :
ألست الساعي مع علي في كل مواقفه؟

قال جارية : دع عنك عليا ، فما أبغضنا عليا منذ أحببناه ، ولا غششناه منذ نصحناه.

قال معاوية : ويحك يا جارية ، ما كان أهونك على أهلك إذ سموك جارية !( وهو إسم مؤنث)

قَال جارية : أهون على أهلك أنت الذين سمّوْك معاوية ، (وهي الكلبة التي شبقت فعوت ، فاستعوت الكلاب)!

فصاح معاوية : أسكت لا أم لك !

قال جارية : بل تسكت أنت يا معاوية ، لي أم ولدتني وللسيوف التي لقيناك بها ،

وقد أعطيناك سمعاً وطاعة على أن تحكم فينا بما أنزل الله ، فإن وفيت ، وفينا لك ،

وإن ترغب فإنا تركنا رجالاً شدادا ، وأدرعاً مدادا ، ما هم بتاركيك تتعسفهم أو تؤذيهم.

صاح فيه معاوية: لا أكثر الله من أمثالك.

قال جارية : يا هذا – ولم يقل أمير المؤمنين أيضاً – قل معروفاً ، وراعنا ، فإن شر الرعاء الحطمة.

ثم خرج جارية من المجلس غاضباً دون أن يستأذن الخليفة !

فالتفت الوزراء الثلاثة إلى معاوية ، فقال أحدهم :

إن قيصرنا لا يخاطبه أحد من رعاياه إلا وهو راكع ، ملصق جبهته عند قوائم عرشه ، ولو علا صوت أكبر خاصته ،

أو ألزم قرابته ، لكان عقابه التقطيع عضوا عضوا أو الحرق ،

فكيف بهذا الأعرابي الجلف بسلوكه الفظ ، وقد جاء يتهددك ، وكأن رأسه من رأسك؟

فابتسم معاوية ، ثم قال :

إقرأ أيضا: قلة الوفاء من أقرب الناس

أنا أسوس رجالاً ولا أسوس خرافا ، رجالا لا يخافون في الحق لومة لائم ، وكل قومي كهذا الأعرابي ،

ليس فيهم واحد يسجد لغير الله ، وليس فيهم واحد يسكت على ضيم ، وليس لي فضل على أحد إلا بالتقوى ،

ولقد آذيت الرجل بلساني ، فانتصف مني ، وكنت أنا البادئ ، والبادئ أظلم !

تخيل أن هذا الحوار دار بين مواطن عادي ورئيس أكبر وأقوى دولة آنذاك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?