إن الدين عند الله الإسلام
إن الدين عند الله الإسلام
وما توفيقي إلا بالله
القرآن ، القرآن ولا شيء أعظم من القرآن.
سورة المطففين
السورة المباركة هي من قصار سور القرآن العظيم وتقع في الجزء ٣٠ والأخير من كتاب الله الكريم.
(جزء عم)
خواطر ومعاني وتفاسير للآية :
يقول تعالى : ( ويل للمطففين )
وشرحوها لنا وتعلمنا إن المطفف هو فقط البائع اللذي يغش في الميزان ويعطي الناس أقل من حقوقهم.
ولكن هل هذا فقط معنى المطففين؟
وماذا تعني كلمة مطفف؟ المعنى هو :
التطفيف مشتقة من الشيء القليل جدا ، الطفيف الذي لا يهتم به الناس لقلته.
يعني مثلا ينقص البائع خمسين جراما فقط من عدة كيلو جرامات ، هو شيء بسيط وقليل.
لكن الله توعده بسورة خاصة في القرآن؟
قال المفسرون أن المقصود من كلمة ويل :
هو إسم للوادي الذي يسيل من صديد أهل جهنم ويوجد في أسفلها والعياذ بالله.
من هم المطففين ؟
هم ( الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون)
يعني الذين يأخذون حقهم من الناس كاملا ، وإذا حصل العكس ، أبخسوا الناس حقهم ولم يعطوه لهم كاملا.
أي ينقصون أو يُخسِئون حق غيرهم مع الحرص على أخذ حقهم كاملا غير منقوص ولو كان طفيفا قليلا.
الآية لا تنطبق على البائعين فقط كما يعتقد البعض بل إن معناها أشمل وأعم بكثير ،
فالمطفف هو :
هو الزوج يريد من زوجته أن تعطيه حقوقه كاملة ويجبرها أن تفعل المستحيل لإرضاء غروره ،
وهو في المقابل يظلمها ويجرحها ويُنقِصها حقَّوقها.
إقرأ أيضا: فائدتان جميلتان من سورة العنكبوت
مدرس في نهاية كل شهر ، يأخذ مرتَّبه كاملا ، وفي الوقت ذاته ، يهمل الطلاب ولا يراعي ضميره في الشرح ،
ولا يهتم إلا بأصحاب الدروس الخصوصية.
طبيب يأخذ حقه المادي والحوافز ويترك الفقراء في المستشفى وقت الدوام ،
ويذهب لعيادته الخاصه ليرعى ويهتم بمن يدفعون له.
شخص يريد من كل أقاربه أن يهتمّوا به ويسألون عنه ، وهو فى المقابل قاطع لرحمه.
هو مسئول التموين الثري الذي يصرف الغث من البضائع للجمهور ويحتفظ بالجيد لمن له مصالح ومنافع معهم.
هو ذلك الموظف الذي يعطل مصالح الناس ومقدراتهم ولا يأبه لهم ،
وفي المقابل يوصل الحقوق لأصحاب الوسائط في بيوتهم لمنافع تسدى له.
هو كل صاحب عمل يعطي الفرص والحوافز لأشخاص بعينهم ويحرم منها عموم العاملين لأغراض في نفسه.
هو الكفيل الذي يأخذ من مكفوله أكثر من حقه ويبخسه راتبه أو يمنعه إياه.
وهو أستاذ الجامعة والقاضي ومدير المؤسسة الذي يعين إبنه في مجال عمله ويحرم منها من هو أكفأ منه.
وكل تلك نماذج موجودة بيننا وتعيش معنا وهم في غفلة
( نسوا الله فأنساهم أنفسهم)
فتوعدهم الله بأشد العذاب.
عن رسول الله قال : سورة المطففين من قرأها سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة.
وعن سيدنا علي عن رسول الله قال : من قرأها كان في الجنة رفيق خضر أي (سيدنا الخضر)
وله بكل آية قرأها مثل ثواب (العادلين بالحق)
فاحرصوا على قراءتها.
( ويلٌ للمطفِّفين ، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )
ثلاث آيات فقط! تجعلنا نمعن التفكر في حياتنا العلمية والعملية قليلا ،
ونحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ونندم يوم لا ينفع الندم.
إقرأ أيضا: العلامة الأولى من علامات الساعة الكبرى طلوع الشمس من مغربها
السعداء من هم؟
السعاده في طاعة الله واتباع هدى نبي الهدى محمد صل الله عليه وسلم ،
يقول تعالى : (وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض عطاء غير مجذوذ) سورة هود
إلى من يبحثون عن السعادة هذه هي مقوماتها
السعداء : هم الذين إنشغلوا بأنفسهم عن الآخرين ،
فحرصوا على إصلاح قلوبهم وعيوبهم ، فحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبهم الله يوم القيامة.
السعداء : هم الذين عرفوا حقيقة الحياة ، وأنها دار معبر وليست بدار مقر ، فاغتنموا أوقاتهم فجعلوها في طاعة الله.
السعداء : هم الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ، ويستغفرون الله على ذنوبهم وتقصيرهم في جنبه سبحانه وتعالى.
والسعداء : هم الذين لا يعرف الحقد والحسد والكذب والتسويف والمخادعة طريقا إلى قلوبهم ،
فإن وقع شيء من ذلك إجتهدوا في مدافعته ورفضه.
السعداء : هم الذين لا يتكلمون ولا يسمعون إلا أطيب الكلام وأحسنه ، فينتقون ألفاظهم كما يُنتقى أطيب الثمر.
السعداء : هم الذين يسيرون على منهج النبي عليه الصلاة والسلام ، ويتبعون سنته قولا وعملا.
والسعداء : هم الذين يتفاءلون دائما ، ويؤمنون بأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم ،
وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم
{الصابرين الراضين الحامدين لقضاء الله وقدره }
السعداء : هم الذين إطمأنت قلوبهم بذكر الله ، وأنست أرواحهم بالقرب منه ، فتجدهم في سعادة وسرور وإن كانوا في عيش ضيق.
إقرأ أيضا: يقول الله سبحانه في سورة الأعراف
السعادة لم ترد فى القرآن إلا مرتين
الأولى ﴿يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيد﴾
الثانية : ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا﴾
الأولى بينت زمن السعادة وهو يوم القيامة.
الثانية بينت مكان السعادة وهو الجنة.
فلا جدوى من البحث عن شيء في غير مكانه ، ولا جدوى من إنتظار شيء في غير أوانه.
ربنا عشقنا الحياة وأنت فانيها
ونشتهي الجنان وأنت بانيها
فارزقنا الرشاد كي نكون من ساكنيها
واهد لنا أنفسنا فقد عجزنا أن نداويها.