إن العبد لَيتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ ما يَتَبَيَّنُ فيها
إن العبد لَيتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ ما يَتَبَيَّنُ فيها ، يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب
رواه البخاري ومسلم.
شرح الحديث :
في هذا الحديث يحذر النبي صل الله عليه وسلم من خطورة الكلمة وأن الكلمة أمانة وأنها خطيرة في الميزان ،
وأن العبد ربما ينطق بكلمة تكون سببا في سعادة دنياه وأخراه وأنه ربما ينطق بكلمة تكون سببا في هلاكه في الدنيا والآخرة.
والطلاق عندنا في الإسلام بكلمة والدخول في الإسلام بكلمة والخروج من الإسلام بكلمة ،
والزواج بكلمة أن يقول زوجيني نفسك وأن تقول قبلت.
فرق بين الكلمة واللفظ الكلمة يكون لها معنى ، أما اللفظ ربما لا يكون له معنى كلمات بسيطة حروف مركبة لفظ ليس له معنى ،
مثل : آآه أوف حتى اللفظ الذي ليس له معنى يكتب عليك كما قال الله :
{مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
فيُنبه إلى خطر اللسان أن العبد ينبغي أن يمسك لسانه وأن ينتبه له لأنه ربما يهلكه في الدنيا والآخرة.
ولذلك جعل للإنسان فم ولسان واحد وأذنان ليسمع بأذنيه أكثر مما يتكلم.
فوائد الحديث الشريف
الفائدة الأولى : أن الكلمة أمانة وأن الكلمة في الإسلام لها قدر وقيمة ، وأن العبد ينبغي أن يحافظ على الكلمة.
الفائدة الثانية : أن العبد ينبغي أن يتبين فيما يتكلم فلا ينقل أي كلام ولا يقول أي كلام ،
حتى يتبين من صحته ومن رجحانه ومن فائدته للمسلمين فليس كل ما يعرف يقال ،
كذلك بل يقال ما يَنفع الناس فقط.
الفائدة الثالثة أن العبد ربما تهلكه كلمة وتكون سببا من أسباب دخوله النار والعياذ بالله.
الفائدة الرابعة : أن النار دركات فلقول النبي صل الله عليه وسلم يَهوي والهُوى هو الوقوع لأسفل فدل ذلك على النار في سفل.
أن النار منطقة منحدرة أسفل من الأقدام وأنها دركات ، كما أن الجنة درجات في علو فالجنة في علو والنار في سُفل.
إقرأ أيضا: إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا
ولذلك يقول النبي صل الله عليه وسلم يَهوى بها ولم يقل يلقى بها ولا قال يرمى فيها أو يصعد به إلى النار ،
فقال يَهوي فدل ذلك على أنها تكون في سفل وفي مكان منحدر وأنها بعيدة القعر ولا يعلم قعرها إلا الله سبحانه وتعالى.