إن بعض الظن إثم
اتصل بصديقه قائلا له:
“أنا قادم مع زوجتي لنسهر عندكم”.
قال الصديق:
“أهلا وسهلا ، لكن عندي طلب منك”.
قال: “ما هو؟”.
يقول الصديق:
“أريد أن تشتري لي قالب حلوى من أفخر المحلات عندكم مع كذا وكذا”.
قال: “لماذا؟ أمن أجلنا؟”.
قال الصديق:
لا ، اليوم أود الاحتفال مع ابني بنجاحه ولم يتسنَّ لي الخروج ، وأريد أن أفاجئه بالإحتفال دون أن يشعر”.
وبالفعل قام بشراء ما يلزم ودفع مبلغا كبيرا من المال.
وعندما وصل ، تم الاحتفال ، وتمت السهرة بكل فرح ، وفي نهاية السهرة قال له صديقه:
“بقيت قطعة كبيرة من الحلوى ، أرجوك لا تكسفني ، خذهما لأولادك”.
وأعطاه العلبة وودعه دون أن يدفع له النقود.
ظل طوال الطريق يشتمه ، ويشتم الوقت الذي قال له سيأتي ليسهر عنده.
حاولت زوجته في السيارة أن تخفف عنه بأنه ربما نسي أن يدفع له ، وبأنه سيتذكر غدا بالتأكيد.
بينما هو يقول: “بل هذا استغلال مقيت ، وقلة أدب واحترام”.
وصل إلى البيت وهو لا يزال غاضبا ، ونادى أولاده ليعطيهما قطع الحلوى فتح العلبة،
وإذ وجد فيها رسالة شكر مع المبلغ كاملا، وعبارة:
“أعرف انك كنت لن تأخذ النقود مني ، لذلك وضعت المبلغ دون علمك في العلبة”.
أصيب الرجل بالصدمة والخجل ، ولم يدرِ مايفعل ،
سأل زوجته:
“هل أطلب منه أن يسامحني لسوء ظني؟”.
قالت له: “الأفضل ألا تطلب!
هو كان يظن أنك لن تأخذ منه المبلغ ، فدعه على حسن ظنه بك”.
تعديل :
أغلب مشاكلنا بسبب سوء الظن والتفسير الخاطئ للكلمات والأفعال
ليتنا نلتمس الأعذار لبعضنا البعض،
التمس لأخيك سبعين عذرًا.