إن قلوب بني آدمَ كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقَلبِ واحد يصرِفُهُ حيث يشاء ،
ثمّ قال رسول اللهِ صل الله عليه وسلم : اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتِكَ
يُبيِّنُ النَّبيُّ صل اللهُ عليه وسلم أنَّ قُلوبَ بني آدمَ كُلَّها ،
أي : تَصرُّفَها وتَقلُّبَها ، بينَ إِصبَعينِ مِن أصابع الرحمن كَقلبٍ واحد ؛ يُصرِّفُه حَيثُ يشاء.
فاللهُ سُبحانَه وتَعالى مُتصرِّفٌ في قُلوبِ عِبادِه كُلِّهم ، فيَهدِي ويُضلُّ كَما يَشاء.
ثُمَّ دَعا صل اللهُ عليه وسلم : اللهم مُصرِّفَ القُلوبِ “صَرِّفْ قُلوبَنا عَلى طاعتِك”
أي : ثَبِّت قُلوبَنا ، واصْرِفْها إِلى طاعتِك ومَرضاتِك في كُلِّ ما تُحبُّه منَ الأقوال ، والأَعمالِ والأَخلاقِ.
فالعَبدُ لَيس إِليه شيءٌ منْ أَمرِ سَعادتِه ، أو شَقاوتِه بل إنَّ الأمرَ كلَّه للَّهِ ،
فإنِ اهتَدَى فبِهِدايةِ اللَّهِ تَعالى إيَّاه وإنْ ضلَّ فبِصَرْفِه لَه بحِكمَتِه وعَدلِه ، وعِلمِه السَّابقِ.
في الحديث : ثُبوتُ صِفةِ الأَصابعِ للهِ عزَّ وجلَّ.
وفيه : ثُبوتُ قَدَرِ اللهِ السَّابقِ لخَلقِه
وهوَ عِلمُه الأَشياءَ قبلَ كَونِها وكتابتُه لَها قبلَ بَرئِها.
وفيه : الإفتِقارُ إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ في كُلِّ حينٍ بالدُّعاءِ.