إياكم والضعف
رأى عمر بن الخطاب رجلا يمشي وهو يحني ظهره ، فقال لأصحابه : ما بال هذا يمشي هكذا؟
أهكذا يكون النسك بالتماوت في المشية والهيئة؟
ثم قال للرجل : أمتَّ علينا ديننا أماتك الله ، اعتدل في مشيتك وأظهر عزة الإسلام.
هناك اعتقاد خاطئ بأنّ الإنسان الجيّد والملتزم هو شخص ضعيف ،
يتلقى الضربات بصدر رحب ، متنازل ومتسامح في كافة المواقف.
لكنّ الدّين يكره الضعف والضعفاء ، ويحبّ القوّة في الحقّ والأقوياء.
كما أنه لا يحبّ المعتدين ، وأمر بمعاقبتهم وردّ الإساءة إلى الظالمين.
أدلة ذلك : (وجزاء سيّئةٍ سيّئةٌ مثلها).
(فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).
(والّذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون).
لكنّ المسألة لا تنتهي هنا.
فالهدف في نهاية المطاف هو التآلف والوئام والإصلاح ، وليس العداوة والمشاحنة والبغضاء.
وقد بيّن أن هناك درجة أعلى لا ينالها إلا القليل من النّاس ، تحتاج إلى شخص كريم وقلب حليم وصدر رحيم.
وهو الذي إن تمكّن ممّن ظلم وأساء إليه وكان قادراً على ردّ الإساءة والعقاب ، اختار أن يعفو ويصفح ويصلح.
وهو الذي إن تمكن ممن ظلم وأساء إليه وكان قادرا على ردّ الإساءة والعقاب ،
اختار أن يعفو ويصفح ويصلح وهؤلاء هم من الذين قال الله فيهم :
{ إِلَّا ٱلَّذِینَ تَابُوا۟ مِن قَبۡلِ أَن تَقۡدِرُوا۟ عَلَیۡهِمۡۖ فَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ }
[سُورَةُ المَائدةِ: ٣٤]
وليس من بعد أن تقدروا عليهم فالعفوا عن الظالم ظلم للمظلوم.
فسلامٌ على من أرسله ربه رحمة للعالمين.