إﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ
إﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ ، ﺃﻳﻘﻆ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ، ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ، ﻓﺒﻜﻰ ( ﻣﺎﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﻓﻄﻮﺭ )
ﺻﺮﺧﺖ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ : ﻓﻄﻮﺭ ﺍﻵﻥ ! ﺭﻭﺡ ﻧﺎﻡ ﻳﻼ.
ﻫﺮﺏ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺎﻓﺘﻪ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻋﺐ!
ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﻭﺟﻠﺲ ﻗﻠﻴﻼ ، ﺛﻢ ﺃﺳﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻭﻗﺪ ﻏﻠﺒﻪ ﺍﻟﺠﻮﻉ.
ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻑ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻻﺏ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ، ﺳﻘﻂ ﻭﺃﺳﻘﻂ ﻣﻌﻪ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻛﻮﺍﺏ ﻭﺻﺤﻮﻥ !
إﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺳﺎﺭﺕ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﺘﺮﻯ ، إﺧﺘﺒﺄ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ،
ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﺘﻼﺑﻴﺐ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﻭﺃﺷﺒﻌﺘﻪ ﺿﺮﺑﺎً ﻭﻫﻲ ﺗﻜﺮﺭ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﻟﻲ ﺃﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﻄﻮﺭ !
ﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﻛﻞ.
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻇﻬﺮﺍ ﺃﻋﺪﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ، ﻓﺄﻛﻞ ﺑﺸﺮﺍﻫﺔ ، ﻭﺍﺗﺴﺨﺖ ﻣﻼﺑﺴﻪ.
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺻﺮﺧﺖ : ﺃﻧﺖ ﻏﺒﻲ ﻭﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺗﺄﻛﻞ ، ﺷﻮﻑ ﻣﺤﻤﺪ إﺑﻦ ﺧﺎﻟﺘﻚ ﺃﻋﻘﻞ ﻣﻨﻚ!
إﻏﺮﻭﺭﻗﺖ عيناه بالدموع وهرب إلى فناء ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﺇﻓﻄﺎﺭﻩ.
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻇﻬﺮﺍ.
ﻋﺎﺩ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ، ﻓﺮِﺡ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺍﺳﺘﺒﺸﺮ ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺤﺪﺙ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﻋﻦ ﻓﻴﻠﻢ ﺭﺁﻩ ﻓﻲ ﻗﻨﺎﺓ ﻛﺬﺍ ،
ﻭﻋﻦ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺣﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻬﺪﻭﺀ : ﺑﺎﺑﺎ .. ﺑﺎﺑﺎ .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻲّ؟!
ﺣﺮّﻙ ﺭﺃﺱ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ( ﻓﻲ ﺳﺎﺑﻊ ﻧﻮﻣﺔ )
ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺼﺮﺍ.
إﺟﺘﻤﻌﺖ ﺻﺪﻳﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﻭﻗﺪ ﺗﺄﻧﻖ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﻟﺒﺲ ﺃﺟﻤﻞ ﺛﻴﺎﺑﻪ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﻢّ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺳﺤﺒﺘﻪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
ﺃﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﻟﻚ ، ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ، ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﺟﻨﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ !
ﺭﻭﺡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ، ﺃﻭ ﺭﻭﺡ إﻟﻌﺐ ﻣﻊ أولاد ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ.
ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﺴﺎﺀ.
ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﻗﺪ إﺗﺴﺨﺖ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ، ﻭﻋﻼ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ.
ﺭﺃﺗﻪ ﺍﻷﻡ ﻭﺭﻓﻌﺖ ﺻﻮﺗﻬﺎ : ( ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻳﺎ ﺃﻫﺒﻞ ) ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﺑﻤﻼﺑﺴﻚ؟!
ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﻤﺪ إبن ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﻼﻡ ( ﻗﻠﻴﻞ ﺃﺩﺏ )
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿﺮﺑﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ.
إقرأ أيضا: يمر الأطفال بفترات يشعرون فيها بالتوتر والقلق
ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺴﺎﺀ
ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ، ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻟﻠﻌﺸﺎﺀ ، ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﻋﻦ إﺑﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻫﻢّ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ :
ﺃﻧﺎ ﺗﻌﺒﺎﻥ ﻣﺎﻧﻲ ﻓﺎﺿﻲ ﻟﺨﺮﺍﺑﻴﻄﻚ.
ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﺴﺎﺀ
ﻧﺎﻡ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻟﻌﺎﺑﻪ ، ﻓﺄﺗﺖ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻟﺘﺤﻤﻠﻪ ، ﻭﺃﻣﻄﺮﺗﻪ ﺑﻘﺒﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ، ﺛﻢ ﺗﻤﺘﻤﺖ :
ﺃﺣﺒﻚ ﻳﺎ ﺃﺷﻘﻰ ﻃﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ!
ﺿﺤﻚ ﺍﻷﺏ ﻭﻗﺎﻝ : ﺻﺢ ، ﻓﻴﻪ ﺷﻘﺎﻭﺓ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ، ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ.
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻬﻢ :
ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺗﺮﺑﻴﺔ؟
ﻭﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻜﺮﺭ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ؟!
ﻭﺣﺘﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﻨﻈﻞ ﻧﺮﺑﻲ ﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻫﻞ؟!
ﻭﻣﺘﻰ ﺳﻨﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ؟
ﻗﺎﻝ إبن ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
” ﻛﻢ ﻣﻤﻦ ﺃﺷﻘﻰ ﻭﻟﺪﻩ ، ﻭﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﺑﺈﻫﻤﺎﻟﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﺗﺄﺩﻳﺒﻪ ﻭﺇﻋﺎﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﻮﺍﺗﻪ ،
ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﺮﻣﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﻫﺎﻧﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﺣﻤﻪ ﻭﻗﺪ ﻇﻠﻤﻪ ﻓﻔﺎﺗﻪ ﺍﻧﺘﻔﺎﻋﻪ ﺑﻮﺍﻟﺪﻩ ﻭﻓﻮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻈﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺟﺮﺱ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻟﻜﻞ ﺃﻡ ﻭﺃﺏ.