Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الحب في الحياة

ابنتك تنام أثناء الدرس

ابنتك تنام أثناء الدرس !

قررت الأم الذهاب للسؤال عن معدل ابنتها خاصة وأنها تراها مُنكبة على دروسها طوال الوقت ،

توقعت أن تقابلها المعلمات بالترحاب لتفوق ابنتها لكن ألقت المعلمة في وجهها هذه الجملة بغضبٍ شديد ، لتبتلع ريقها بصعوبة متسائلة :

كيف ذلك ؟ هي تُذاكر طيلة يومها.
أجابتها المُعلمة بتعجب :

لا أعتقد ، فلو كان كما قُلتِ لظهر ذلك على معدلها في الاختبارات ؟

أصابها الاحباط كثيرًا وتوعدت داخل نفسها لابنتها المتكاسلة التي تخدعها ،

بينما اتجهت المعلمة للفتاة النائمة وتناولت الكتاب بجانب رأسها وبدأت تُقلب صفحاته لتتأكد هل تُذاكر الفتاة بالفعل كما تقول الأم ؟ .

تفاجأت وآلمها قلبها بشدة وأطلعت أمها على ما وُجد داخل الكتاب ،

مما جعل الأم ترحل سريعًا وهي تبكي وتتذكر عبارات الفتاة حيث كتبت :

اليوم أمي تتشاجر مع أبي بسبب قميصه الذي احترق وهي تقوم بِكيّه فيصرخ تارة وتصرخ هي الأخرى .

في المساء دعت الجارة أمي للجلوس فنسيت أمي صُنع الكيك الذي طلبته منها .

الآن ورغم مرور مُنتصف الليل إلا أن أمي لم تُقدم لي العشاء بعد لانشغالها بمكالمة طويلة مع خالتي

تحكي لها عن تغير معاملة والدي معها .

صباح اليوم عنّف والدي أمي لأن القهوة قد انسكبت .

على الغداء مع أهل أبي ترك والدي الطعام لنقصه من الملح فبكت أمي من فرط إحراجها رغم أن الطعام لذيذ .

أمي شديدة العصبية أتمنى ألا أُصبح مثلها أبدًا .

إقرأ أيضا: هرمون السعادة

كان الكتاب مملوءًا بكل المشكلات التي تحدث يوميًا بين الأسرة ،

يعتقد الجميع أنها مُجرد مُشكلات تمر وتنتهي بينما بقيت محفورة في ذاكرة أطفال تأثروا سلبًا دون أن ننتبه .

قررت الأم يومها صُنع الكيك المُفضل لابنتها فلما عادت الفتاة فرِحت بشدة لاهتمام أمها بها ،

وتخلت عن مُكالماتها الطويلة لتُذاكر مع ابنتها مُستغلة هذا الوقت ،

في اليوم التالي حين همّ والدها بالصراخ على أمها لسببٍ ما داخل البيت انسحبت الأم من الشجار ودخلت لغرفة ابنتها وضمتها.

وقد طلبت منها أن يقمن بتلوين بعض الرسومات فابتسمت الفتاة وفعلت ،

يومٌ بعد يوم تيقنت الأم أنها كانت المخطئة في معالجة الأمور فحتى زوجها قد قل غضبه كثيرًا.

وبدأت مُعاملته تبدو هادئة لأن مبادلتها له في الشجار والرد عند كل هفوة كانت تزيده عنادًا فيزداد غضبًا ،

تغير كل شيء من عندها هي .

جالست زوجها ذات مساء قائلة :
أريدك أن تصحب ابنتنا في نزهة وتشعرها بالاهتمام .

قال :
كما تعلمين العمل يأخذ جُل وقتي .

لم تنسحب وراحت تُقنعه من جديد :
ابنتنا أهم من كل شيء وساعة واحدة كل أسبوع لن تُؤثر على عملك شيء لكنها ستُحدث في نفس صغيرتنا سعادة ورباط عميق .

فكر قليلًا ثم أردف :
سأفعل .
ثم ابتسم :

إقرأ أيضا: لا تحزن

كان يلاحظ هو الآخر بعض التغيرات التي طرأت على زوجته وهدوئها واهتمامها الشديد بالفتاة فأدرك كم كان مُنشغلًا عنهم ،

ولما اقترب من ابنته ومن زوجته وجد ائتلاف رائع بينهم وبيت شديد الهدوء والاستقرار ،

وعرف بعدها من زوجته ما حدث في المدرسة فاتفقا أن يُحاول كل واحد منهما أن يهدأ وألا يحط من شأن الآخر بالصراخ عليه

وأن يحافظا على الهدوء من أجل تلك التي تأثرت سلبًا بما كان .

بعد شهر واحد زارت المدرسة لتسأل عن ابنتها لتُخبرها المعلمة نفسها أن ابنتها تفوقت كثيرًا ،

تبدلت معدلاتها ، زادت من علاقاتها مع الفتيات بعدما كانت منطوية ، فتحت الكتاب فوجدتها وقد كتبت :

أمي عظيمة جدًا ، أمي تحبني كثيرًا ، أتمنى أن اصبح مثلها ، أبي يحب أمي ، أبي شديد اللطف معنا ، أبي يهتم بي ويدللني.

الأهم من البكاء على مارسكبناه من حليب هو أن نُحاول أن نمسح آثاره مُنتبهين ألا ينسكب المزيد ،

لذا يجب على الزوجة رفقة زوجها أن يُغيرا من أنفسهما بما يتناسب مع هدوء نفسية الأبناء واستقرارها

وأن يتعاونا لأجل ذلك لكل ما أُوتيا من قوة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?