نحو حياة أفضل

اجنِ العسل ولا تكسر الخلية

اجنِ العسل ولا تكسر الخلية

الرفق ما كان في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ، اللين في الخطاب ، البسمة الرائقة على المحيا ، الكلمة الطيبة عند اللقاء ،

هذه حلل منسوجه يرتديها السعداء ، وهي صفات المؤمن كالنحلة تأكل طيباً وتصنع طيبا ،

وإذا وقعت على زهرةٍ لا تكسرها ، لأن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.

إن من الناس من تشرئب لقدومهم الأعناق ، وتشخص إلى طلعاتهم الأبصار ، وتحييهم الأفئدة ، وتشيعهم الأرواح ،

لأنهم محبوبون في كلامهم ، في أخذهم وعطائهم في بيعهم وشرائهم في لقائهم ووداعهم.

إن إكتساب الأصدقاء فن مدروس يجيده النبلاء الأبرار ، فهم محفوفون دائماًً وأبداً بهالةٍ من الناس ،

إنّ حضروا فالبشر والأنس ، وإن غابو فالسؤال والدعاء.

إن هؤلاء السعداء لهم دستور أخلاق عنوانه :{ادفع بِالتىِ هِى أحسنُ فإذا الذي بينك وبينهُ عداوةٌ كأنهُ ولي حمِيم}

فهم يمتصون الأحقاد بعاطفتهم الجياشة ، وحلمهم الدافئ ، وصفحهم البري ،

يتناسون الإساءة ويحفظون الإحسان ، تمر بهم الكلمات النابية فلا تلج آذانهم ، بل تذهب بعيدا هناك إلى غير رجعة.

هم في راحة ، والناس منهم في أمن ، والمسلمون منهم في سلام

(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم )

(إن الله أمرني أن أصل من قطعني وأن أعفو عمن ظلمني وأن أعطي من حرمني).

{والكاظِمِين الغيظ والعافِين عنِ الناس}

بشر هؤلاء بثواب عاجل من الطمأنينة والسكينة والهدوء.

وبشرهم بثوابٍ أخروي كبير في جوار رب غفور في جنات ونهر

{في مقعد صِدق عِند مليكٍ مُقتدِر}

إقرأ أيضا: أريد قليلا من الماء

1 3 4 10 1 3 4 10

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?