احذر أن تتقمص شخصية هي لا تشبهك
احذر أن تتقمص شخصية هي لا تشبهك ، فما يفيد غيرك قد لا يفيدك بل يضرك.
الإنسان مبدأ لا يتجزأ أو ينفصل مهما تغيرت الأحوال أو استحدثت الظروف.
وما مجابهة الجهلاء والصمود أمامهم إلا تمسك بهذا المبدأ الذي هو عنوان الرجولة الحقة.
وكثيرون يغيرون مبادئهم وأقوالهم من أجل الحصول على منافعهم الشخصية ،
وكأن المبادئ عبارة عن ثياب جميلة يعطرها من أجل الحصول على صورة محترمة أمام الآخرين ،
وبداخلها نفوس تتخلى عن احترامها وشرفها من أجل مصلحة فانية وسعادة آنية ، ثم سريعاً ما يغير مبدأه.
الشاهد أن الثابِتين على المبادئ يشعرون أنهم يعيشون في غربة ، بين مجتمعات سادت فيها المصالح ، وحُب الذات ، فطُمِست المبادئ.
يحكى أن فلاحا كان يمتلك حمارين ، قرر في يوم من الأيام أن يحمل على أحدهما ملحاً وعلى الآخر صُحونًا وقُدوراً.
انطلق الحماران بحمولتهما ، وفي منتصف الطريق شعر الحمار حامل الملح بالتعب والإرهاق ،
حيث إنّ كمية الملح كانت أكثر وأثقل من القدور الفارغة ، بينما كان حامل القدور سعيداً بحمولته حيث كانت أقل وأخف.
على كل حال قرر الحمار حامل الملح من شدة الإعياء أن ينغمس في بِركة من الماء كانت بجوار الطريق ،
كي يستعيد قواه التي خارت من وطأة الملح ،
فلما خرج من البِركة شعر كأنه بُعِثَ حيّاً من جديد ،
فقد ذاب الملح المُحَمّل على ظهره في البركة وخرج نشيطاً كأن لم يمسّه تعب من قبل ،
فلما رأى حامل القدور ما نزل على صاحبه من النشاط قفز بدوره في البركة لينال ما نال صاحبه فامتلأت القدور بالماء ،
فلما أراد أن يخرج من البركة كأن ظهره انقسم نصفين من وطأة القدور المُحمّلة بالماء.
فما يفيد غيرك قد لا يفيدك بل يضرك.