مقالات منوعة

استراتيجية القنافذ!

استراتيجية القنافذ!

لا يمكن للقنافذ أن تقترب من بعضها البعض ،
فالأشواك التي تحيط بها تكون حصنا منيعا لها ،

ليس عن أعدائها فقط بل حتى عن أبناء جلدتها.

فإذا أطلّ الشتاء برياحه المتواصلة وبرودته القارسة إضطرت القنافذ للإقتراب والإلتصاق ببعضها طلباً للدفء ،

ومتحملة ألم الوخزات وحدّة الأشواك ، وإذا شعرت بالدفء إبتعدت ، حتى تشعر بالبرد فتقترب مرة أخرى.

وهكذا تقضي ليلها بين إقتراب وإبتعاد.

الإقتراب الدائم قد يكلفها الكثير من الجروح ،
والإبتعاد الدائم قد يُفقدها حياتها.

كذلك هي حالتُنا في علاقاتنا البشرية ، لا يخلو الواحد منا من أشواك تُحيط به وبغيره ،

ولكن لن يحصل على الدفء مالم يحتمل وخزات الشوك والألم ،

لذا من إبتغى صديقاً بلا عيب عاش وحيدا ، ومن إبتغى زوجةً بلا نقص عاش أعزبا ،

ومن إبتغى أخا بدون مشاكل عاش باحثا.

من إبتغى قريباً كاملاً عاش قاطعاً لرحمه ، فلنتحمل وخزات الآخرين حتى نعيد التوازن إلى حياتنا.

إذا أردت أن تعيش سعيداً ، فلا تفسر كل شيء ، ولا تدقق بكل شيء ، ولا تحلل كل شيء.

لا تحرص على إكتشاف الآخرين أكثر من اللازم ،

الأفضل أن تكتفي بالخير الذي يظهرونه في وجهك دائماً ، واترك الخفايا لرب العباد.

( لو اطّلَعَ الناس على ما في قلوب بعضهم البعض لما تصافحوا إلا بالسيوف ).

إقرأ أيضا: ما هو أقوى قاتل اخترعه الإنسان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?