قصص منوعة

اكتشفت أن ابنتي ذات السبعة عشر ربيعا على علاقة مع أحدهم

اكتشفت أن ابنتي ذات السبعة عشر ربيعا على علاقة مع أحدهم ، لم أكد اصدق ذلك من هول الصدمة ،

من خلف باب غرفتها كنت أهوي ببطئ وأنا أسمع همساتها وصوت ضحكاتها الخافتة وهي تحدثه ، تهيأ لي بداية أني أتخيل ،

وأنه مجرد تمثيل مع صديقتها ، فكيف لإمرأة مثلي لم تعصي والدتها يوما أن تتمرد ابنتها عليها بهذا الشكل!

فكرت للحظة في اقتحام غرفتها مدام الدليل متوفرا ولا يمكنها انكاره ،

فكرت لوهلة في إبلاغ والدها حتى يشبعها ضربا وينتزع منها هاتفها وسعادتها المزيفة تلك.

لكني تريثت قبل ذلك ، فقد يحرمها أيضا من دراستها والتمتع بشبابها مع صديقاتها فوالدها صعب المزاج ،

وقد يسارع لتزوجيها مع أي كان حتى يخلص نفسه من فضيحة قد تقترفها مستقبلا.

لذا قررت محاورتها أولا لأشرح لها الأمر ، لأعاتبها وأسألها لما تفعلين هذا؟

خيل إلي أني أجالسها وأسألها وأسمع أجوبتها ، كنت أقول لها لما تتبعين الحرام ، لما لا تنتظرين شابا في الحلال ليسعدك ،

فلا تجيب ليس لأنها لا تملك الإجابة بل لأنها تخجل من قول الحقيقة.

ليست حقيقة فعلتها ، بل حقيقة عدم ثقتها في الزواج دون حب ،

فكأنما ستقول لي ” تقصدين شابا مثل والدي لأشتكي كل يوم تصرفاته لابنتي مثلما لا تكفين عن شكواك ،

أو لأكون إمراة مثلك لا يتوقف والدي عن الإساءة إليها وعدم احترامها؟ “

هكذا سيكون جوابها لكنها لن تقوله خشية شدة غضبي منها ، لكنها الحقيقة ،

أنا ووالدها لا نغريها لانتظار الحلال ، أنا ووالدها لا نعيش حياة كالتي تتمناها ،

وأنا ووالدها لا نكف عن الشجار على أتفه الأسباب.

حينها تنهدت بعمق وفكرت مليا في التريث قبل مواجهتها فلا فائدة من ذلك ،

ربما كان ذلك نافعا قديما عندما كانت البنت نادرة الخروج والأم من شدة خوفها لا تلجأ إلا للعقاب ،

أما اليوم ، الأمهات متعلمات فلما نستخدم الأساليب نفسها ونحن نعلم أنها لا تتطابق مع عصرنا الحالي.

إقرأ أيضا: تقول بعد شربه لقهوته أخذت الفنجان عنه

لذا قررت التوقف عن الشكوى من والدها أمامها ، توقفت عن نشر السلبيات في المنزل قدر المستطاع ،

1 3 4 10 1 3 4 10

وقول كل ما هو جميل عن والدها أمامها.

أصبحت أروي لها كيف كانت بداية زواجنا وكيف أن الزواج الحلال جميل ، وأن المشاكل تحدث في كل بيت ،

وأنها فترة عصيبة فقط مرت والحمد لله ، حتى أني أصبحت أشتري لها ما تتمناه أي بنت بسنها ،

فآخذ مالا من والدها قدر المستطاع ، وأدعو شقيقها إلى اقتناء هدايا لها حتى لا تشعر بالخجل أمام صديقاتها ،

كنت أحدثها من حين لآخر عن تضحيات والدها وحبه لي ولها ، وعن تضحياتي لاسعدها.

فعلت كل ذلك في محاولة لترميم صورة شوهتها تصرفاتنا الخاطئة في ذهنها ،

سعيت جاهدة إلى تحسين رؤيتها للحلال ولو على حساب الكثير من سعادتي ، كنت أشتكي الله حزني عوضا عنها ،

كنت ألجأ إلى السجود والدعاء لي ولها ، حتى أتتني ذات يوم بجسد مرتجف يكاد يهوي وخرت باكية وهي تقول :

” أمي أنا أردت الزواج منه فقط ، لم اشأ فعل ذلك ، أردت زواجا سعيدا عكس زواجكما أنتي ووالدي ،

خلال تلك الفترة العصيبة التي مررتما بها ، لكني لم أعد أريد هذا ،

أصبحت أشعر بالقرف من نفسي حول كل ما اقترفته في حقكما ، رجاء سامحاني.

عندها مسحت على رأسها وقلت ” حتى لو سامحناك نحن ، وجب عليك الإستغفار وطلب العفو من الله ،

لأنك أسأت لدينك وإلى نفسك قبل الإساءة إلينا ، سنرحل أنا ووالدك يوما ما ولن نظل معك ،

وستبقى أخطاؤك حية ملتصقة بك ، ولن تكون لنا فرصة لننصححها لك أو لنعاتبك.

أنا أدعو لك كل فجر ما دمت على قيد الحياة أن يرزقك زوجا طيبا حتى يأخذ الله أمانته ،

فابتعدي عن الحرام حتى لا أخجل مرة أخرى حين أدعو لك بالحلال فجرا وأنت مع الحرام ليلا نهارا ،

لا تجعليني أشعر بالخجل أمام الله ، لا تخذليني أمامه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?