الأرواح مقابر
الأرواح مقابر قد تنبش قبورها رياح الأيام
فتنبعث الهموم كأرواحٍ شريرة تغتال الإبتسامة.
وتُبقي من تلبسته شاحب القلب ، بائس الشعور ، مُغبر الوجدان.
لذلك ، إلتمسوا العذر لمن حولكم فالقلوب مليئة بما لا يُحكى.
فسيأتي عليك يوما لن تجد فيه ذلك الشخص الذي كنت تنتقصه دائما وتتهمه بأنه مقصر في حقك ولم تشعر بألامه ،
ستجده مفقودا قد أخذه التراب ، ولن تستطيع إلا أن تنظر لما تبقى داخلك.
ستتمنى لو تذكر موقفا واحدا يجمعك به وكان فيه سعيدا ، ووقتها ستتألم أضعاف ما تألم هو.
فرفق بهم.
كان بالبصرة عابد حضرته الوفاة فجلس أهله يبكون عليه.
قال لهم أجلسوني فأجلسوه.
قال لأبيه : يا أبت ما الذي أبكاك ؟
فقال : ذكرت فقدك وانفرادي بعدك ، التفت لأمه وقال : يا أماه ما ألذي أبكاك ؟
قالت له : لتجرعي مرارة ثكلك.
التفت إلى الزوجة وقال : ما الذي أبكاك ؟
قالت لفقدي برك وحاجتي لغيرك.
والتفت إلى أولاده وقال لهم : ما الذي أبكاكم ؟
قالوا : ذل اليتم والهون من بعدك.
عند ذلك نظر إليهم وبكى فقالوا له ما يبكيك أنت
قال : لأني رأيت كلا منكم يبكي لنفسه لا يبكي لأجلي.
أما فيكم من يبكي لطول سفري ؟
أما فيكم من يبكى لقلة زادي ؟
أَما فيكم من يبكي لمضجعي في التراب ؟
أما فيكم من يبكي لما سألقاه من سوء الحساب ؟
أًما فيكم من يبكي لموقفي بين يدي رب الأرباب ؟
ثم سقط مغشيا فحركوه فإذا هو ميت.