الأصمعي وموت الحجاج!
عن الأصمعي قال :
لما حضرت الحجاج الوفاة أنشد يقول :
يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الْأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا – بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِي النَّارِ
أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ ؟! وَيْحَهُمُ مَا عِلْمُهُمْ بِعَظِيمِ الْعَفْوِ غَفَّارِ
قال : فأُخبِرَ بذلك الحسن فقال : تاللهِ إن نجا فبهما.
وقال حين حضرته الوفاة : اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل.
وعن عمر بن عبد العزيز أنّه قال : ما حسدتُ الحجّاج عدو الله على شيء حسدي إيّاه على حُبهِ القرآن وإعطائه أهله وقوله حين حضرته الوفاة :
اللهم إغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل.
ولما قيل للحسن البصري : أن الحجاج قال عند الموت كذا وكذا قال أقالها ؟!! قالوا : نعم.
قال عسى!
ويقول الأصمعي : ما كان أعجبَ الحجّاج ، ما ترك إلا ثلاثمائة درهم!! ومصحفا ، وسيفا ، وسرجا ، ورحلا ، ومائة درع موقوفة للجهاد.
من كتاب ( تاريخ دمشق ) لأبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر.
( المتوفى : 571هـ )
يتحدث الناس والنقاد على حد سواء بلغة الشدة والبطش والكراهية المبطنة عن الحجاج ودعاؤه عند الموت ،
وكأنهم يملكون مفاتيح الجنة أو يبيعون صكوك الغفران ودليلهم على ذلك شدته وقسوته.
لو أن الأمر الذي وُكّل إلى الحجاج وُكّل إلى غيره هل كانت الأمة والحضارة الإسلامية ستمتد وتصل إلى ما وصلت إليه ،
هذه أحداث تاريخية حصلت لا يمكن إنكارها ، يمكن فقط الإستدلال منها على الوقائع وفهم المعطيات ،
وتقريب الفهم للمنطق ليس أكثر ، ويترك أمر الحجاج إلى ربه ، فهو غفور رحيم.