الأقدار الإلهية والأقدار البشرية
الأقدار الإلهية والأقدار البشرية
هناك أقدار إلهية لا يمكن للإنسان تغييرها أو التدخل فيها مثل الكوارث والوفاة والإنجاب والمرض.
وبالرغم من أنها أقدار إلهية بحتة ولكنها تكون إستحقاقنا بشكل كبير ،
وإذا لم نستطيع تغييرها ولكن إستحقاقنا المرتفع ربما يساعد في اللطف وتهوين حدة هذه الأقدار.
فإذا كنا نحترم الطبيعة ونتعامل معها بوعي وإسترشاد بدون أنانية ومادية فلن يتأثر الكوكب بشكل كبير لينعكس علينا ،
فنحن من نقطع الأشجار ونحفر الآبار البترولية ونقوم بإختبارات نووية وحروب ونُغير في الطبيعة الكونية.
وإذا كنا نحترم الجسد ونقدر نعمة الصحة ولا نضغط على أنفسنا بالأكل الغير صحي والأفكار السامة السلبية المميتة والتشاؤم ،
والنوم الغير منتظم وقضاء اليوم على السوشيال ميديا بدون ممارسة تمارين وبدون قراءة ،
فربما يساعد هذا التطور على تلطيف الأمراض أو منعها والحماية من الموت المُبكر.
فنحن من نُهلك أجسادنا وعقولنا بالكسل والسلبية والجهل والخوف ، نحن من نلقي بأيدينا إلى التهلكة.
حتى الإنجاب تدخلنا فيه بالعنصرية والميل لإنجاب الذكور ، والكشف عن نوع الجنين وتناول الكثير من الأدوية لعدم تشوه الجنين ،
وتثبيته ووضع الأمان في عوامل مساعدة ونسيان وجود الخالق المُبدع المصور الحافظ الرحمن الرحيم.
نحن من زرعنا الخوف بداخلنا من عدم الإنجاب والإهتمام بنظرة المجتمع أكثر من إيماننا بالله.
وبعيداً عن كل ذلك وبدون إستحقاق
فليس لدينا الرضا الكافي بقضاء الله
الذي يكون رحمة لنا أو إختبار أو تطهير أو موعظة ،
أو إبتلاء وتحذير لإنتشار الفساد في البر والبحر ، وانعدام الإيمان واليقين وإحتياجنا للعودة لكنف الله.
إقرأ أيضا: أعيذك أن لا تحيي ذكره
فجميع الأقدار خير وفي باطنها رحمة
وإذا لم يستوعب عقلك ذلك ،
فتذكر نفسك وأنت طفل عندما كان يضربك الأهل لمصلحتك ورغم أنك كنت تعتقد أن الأهل يظلموك ويقهروك.
ولكنك فعلت نفس الشيء مع أولادك وقهرتهم لمصلحتهم التي لم يستوعبوها بعد بسبب مرحلة وعيهم وقدر فهمهم.
أما الأقدار البشرية تتمحور في وضعك المادي وصحة عقلك وجسدك ومستقبلك ونجاحك وفشلك وسعادتك وألمك.
فإذا كنت لا تقتنع أن أقدارك بما كسبت أيديكم فهذه مشكلتك ،
فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرً يره
ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرً يره.
فنحن نمتلك القدرة في إختيار السعادة بدل الحزن مهما كانت الظروف ،
لأن الحزن شعور والسعادة شعور والمشاعر بداخلنا وفي مقدورنا التحكم فيها إذا عملنا على ذلك.
ونمتلك القدرة على تغيير وضعنا المادي وتغيير مكان معيشتنا ، وتغيير مستقبلنا بالسعي والتطور والعلم والكفاح والإبداع والفكر.
ولكن البعض يختار حقيقة أن الأقدار لا يمكن تغييرها حتى يقنع نفسه بالإستسلام ويعطي عقله المبررات الكافية للفشل ،
ولوضعه المأساوى ويعيش في دور الضحية.
مؤكداً على عقله أن الفشل والفقر والحزن قدر لا يمكن تغييره ، ولكن بين يدي الله سوف تسئلون عن عمركم فيما أفنيتموه.