Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
نحو حياة أفضل

الأكل البايت

الأكل البايت

كانت دولة الصومال غنية ، بها مزارع ونعم وغنم وبقر كثير ،

حتى إن الرجل إذا إستيقظ من النوم يريد الأكل كان يذبح كبشا فيأخذ منه الكبد فيفطر عليه ،

ثم يرمي باقي الكبش في الزبالة فزالت النعم عنهم وتوالت النقم حتى أصبحوا لا يجدون شيئا يأكلونه.

كاتب سوري يقول : لما بلغ الترف بأهل العراق أن كل ما ينزل على المائدة يرفع ما بقي منه إلى الزبالة ،

حتى إندثر عندهم مصطلح ( اﻷكل البايت )
فابتلاهم الله بالحصار عشر سنين ،

حتى صاروا يأكلون الخبز الأسود يابسا! ومات لهم مليونا طفل من الفقر والمرض.

ولما صرت أرى في بلدتي دمشق وضواحيها الخبز في الحاويات بكثرة ،

ورأيت إمرأة فقيرة سقط منها رغيف خبز فتركته على اﻷرض ومضت.

ورأيت آخرا يبعد ما سقط منه على الأرض بطرف قدمه ، بل إنني رأيت بعيني رجلا يمسح حذاءه بقطع من الخبز الأبيض ويلمعها به مع شديد الأسف.

ووصل الهدر إلى مستويات مخيفة جدا في بلدي ،

أيقنت بعدها أننا مقبلون على أيام سود سنشتهي بها هذه الخبزات التي كنت أراها في الحاويات.

يقول الكاتب : رحم الله والدي العالم الجليل : كان يأكل طعام اﻷمس البائت قبل طعام اليوم (الطازج) ،

وكان يبلل الخبز اليابس بالماء ويأكل به وﻻ يرميه وكان أول من يشبع ، وآخر من يقوم عن المائدة.

فقد كان يلملم الفتات من أرز وفتات الخبز وغيرها ويغضب أشد الغضب إن رُمِيَ شيء من الطعام ،

كان يحافظ على النعمة بقليلها وكثيرها ويحرص عليها فحفظته في حياته.

توفى رحمه الله وهو لا يشكو من أي مرض ﻻ ضغط ، ولا سكري ، ولا شرايين ، وَلا روماتيزم ،

ولا قلب ، ولا أي مرض مما يشكو منه أي إنسان جاوز الخمسين أو الستين ، فضلاً عن السبعين.

وكان يكثر من ترداد حديث رسول الله صل الله عليه وسلم :

أحسنوا جوار نعم الله ، لا تنفروها ، فإذا ذهبت عن قوم لا تعود إليهم.

” لئن شكرتم لأزيدنكم ”.

إقرأ أيضا: كان عبدالله بن المبارك يحج عاما ويغزو في سبيل الله عاما

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?