الأميرة المغرورة
الأميرة المغرورة
الأميرة فاتنة هي إبنة حاكم مملكة الطيبة والجمال كانت هذه الأميرة هي الإبنة المدللة لأبيها لما تتمتع به من جمال وحسن ، مما أصابها بالكبر والغرور.
وعندما أراد والدها أن يزوجها أحد نبلاء المملكة رفضت فهي لا ترى أن أي واحد منهم يستحق لقب زوج الأميرة فاتنة ،
فهي الأميرة على هذه المملكة وهي أجمل من فيها كما ترى.
كانت الأميرة فاتنة تحتقر أي شيء أمامها ومن أي رجل يتقدم لخطبتها ،
وقد كان يسبب هذا الكثير من الإحراج لوالدها الذي كان يرفض جميع تصرفاتها ،
حتى أنه قال لها أمام جميع من في القصر إن لم تتراجعي عن هذه التصرفات الحمقاء فسوف أزوجك من أول رجل يأتي لي في الصباح،
مهما كانت وظيفته أو شكله.
بكت الأميرة فاتنة وجعلت تتوسل لأبيها أن يعدل عن قراره ، ولكنه لم يسمع لتوسلاتها.
وفي الصباح سمعت الأميرة العزف تحت شباكها. ففتحت الشباك لتجد رجل رث الثياب يقوم بالعزف من أجل كسب العيش. ،
وفجأة سمعت الحاجب ينادي عليه ويخبره أن الملك يريده.
جعلت الأميرة فاتنة تبكي وتقول مستحيل هل من المعقول أن يزوجني أبي لهذا الشحاذ.
ذهب العازف إلى الملك وهو يعد نفسه بمكافأة عظيمة من الملك ، وعندما حضر بين يديه قال له الملك سوف أزوجك من إبنتي.
كاد الرجل أن يفقد وعيه من شدة الفرح فهو لا يصدق أذنه ،
إلا أن الأميرة فاتنة رفضت وقالت لأبيها مستحيل أن أتزوجه مهما كلفني الأمر.
فقال لها الملك سوف تتزوجيه رغما عنك ، وسوف يكون الزواج هذه الليلة فأنا قد سئمت غطرستك وتكبرك ،
لذلك لم يعد لك مكان في هذا القصر منذ اليوم ، سوف تتزوجين من هذا الرجل وترحلين معه.
إقرأ أيضا: اتصلت أحد العائلات الغنية على إدارة المطعم
وبالفعل تم الزواج في نفس الليلة ورحلت الأميرة فاتنة إبنة الملك مع هذا الرجل الفقير ،
وفي الطريق مرت الأميرة بحديقة مزهرة ومثمرة ،
فجعلت تنظر إليها وقالت لزوجها إن هذه الحديقة هي أجمل حديقة رأتها عيني فإلى من تكون هذه الحديقة.
أجابها الرجل إنها ملك للأمير الوسيم الذي سخرتي منه يوم أن تقدم لخطبتك.
قالت له حقا! أنا لم أكن أعلم أنه يمتلك حديقة رائعة كهذه.
بعدها مرت بحقل للقمح فقالت له من صاحب هذا الحقل قال لها إنه نفس الشاب وأشار باصبعه إلى قصر كبير ،
وقال لها انظري إن هذا القصر الكبير هو ملك له أيضا.
فقالت وهي تنظر للقصر يا له من قصر رائع.
ولكنها عادت حزينة عندما تذكرت المعاملة السيئة التي عاملتها لهذا الشاب عندما تقدم لخطبتها ،
وأنها حاليا زوجة لهذا الرجل الفقير.
وصلت الأميرة للكوخ البسيط الذي يعيش فيه زوجها فوجدته كوخ فقير لا يوجد به أحد من الخدم كما اعتادت ،
فجعلت تنظر حولها وهي تتألم على ما فعلته بنفسها ، قال لها زوجها هنا هو بيتك عليك أن تصنعي الطعام وتنظفي المنزل وتغسلي الثياب ،
ثم قال لها أن عليها أن تعمل داخل القصر الكبير الذي قد أشار عليه من قبل ، حتى تستطيع تكسب النقود.
فرفضت ، فأجاب بأن عليها أن تفعل ذلك وإلا ماتت من الجوع ، فلن يكون هناك طعام تأكله.
ترك الرجل زوجته وذهب وجلست هي وحدها تبكي ندما على ما فاتها من حياة الترف.
قامت الأميرة فاتنة بالعمل داخل القصر وتعرفت على جميع الخدم به ،
وبدأت في التكيف معهم على الرغم من بعض الصعوبات التي واجهتها ، إلا أنها استطاعت التغلب عليها في النهاية.
علمت فاتنة أن صاحب القصر يعد لزفافه القريب وأن الجميع في القصر يعدون لذلك فتمنت أن تكون هي العروس ، ولكنه قد فات الآوان.
إقرأ أيضا: النكرومانسر
فجأة وجدت زوجها أمامها في القصر والجميع ملتفون حوله وعندما سألته عن ما يجري وجدته يخلع لحيته التي تنكر بها ،
عرفته فاتنة إنه ذلك الشاب الذي تقدم لخطبتها ورفضته وهو نفسه صاحب القصر.
قال لها أنه كان يحبها وأنه كان عليه أن يلقنها هذا الدرس القاسې هو ووالدها.
فرحت الأميرة فاتنة واستعدت للزفاف الكبير الذي أعده لها وقالت في نفسها تعلمت من هذا الدرس القاسې ،
إن الجميع بشر وأنه لا يجب أن نسخر من أحد مهما كان شكله أو وظيفته.