الأميرة واللؤلؤة الجزء الأول
الأميرة واللؤلؤة الجزء الأول
في احدى القصور والممالك القديمة والعصور الغابرة ، كانت تعيش بنت جميلة جدا ، عيناها تلمعان ، وشفتاها ذات لون أحمر ،
وينزل شعرها على ظهرها مثل نهر من الفحم ، ولها جسم حلو.
إضافة إلى ذلك كانت ذكية ، تتكلم لغات مختلفة ، وفنانة ممتازة ، تعزف موسيقى بشكل رائع.
كانت تعرف كل الكتب المقدسة ، وإذا كانت هذه الصفات غير كافية ، فقد كانت ابنه الملك ، فهي محظوظة ،
بعض البنات لهن حظ كبير.
أراد الكثير من الأمراء أن يتزوجوا الأميرة التي تمتلك كل هذه الصفات والمواهب ،
وتوجهوا إلى الملك وقدموا له الهدايا الكبيرة والكثيرة ، وللحقيقة لم تعر الأميرة اهتماما للرجال ،
أحيانا كانت تشرب معهم كوباً من الشاي ، وأحيانا تتمشى في الحديقة معهم ،
وفي أغلب الأوقات تنظر إليهم من خلال الستائر وتقول لهم : ليس اليوم ، لا أريد مقابلة أحد.
في يوم من الأيام رأى الملك شعرة بيضاء في مفرقه ، ولاحظ التجاعيد الكثيرة في وجهه ، تضايق الملك بسبب عدم وجود حفيد له.
وقرر أن يطلب من ابنتنه بأن تفكر بالأمر وتقبل بالزواج.
وذات يوم ذهب الملك عند ابنته وقال لها : ألا تفكرين في الزواج؟
فتضايقت الأميرة لأن والدها لم يكن يتدخل في شؤونها ، وقد اعتادت الأميرة على أن تأخذ القرار الذي تريده ،
ففكرت كثيرا ، وقالت : سأفكر في الأمر ، أعطني ثلاثة أيام.
وذهبت الأميرة مع صديقاتها ، ولا أحد يعرف أين ذهبت ، يمكن أن تكون قد ذهبت إلى جدول الماء ونامت ، أو ذهبت لتأكل البوظة.
على كل حال بعد ثلاثة أيام رجعت إلى والدها وطلبت منه أن يقترب من النافذة ، وقالت له : هل ترى تلك التلة البعيدة هناك؟
إقرأ أيضا: الفتاة والمارد الجزء الأول
وطلبت منه أن يبني لها قلعة حتى تعيش فيها ، وأبلغته أنها لا تريد الزواج ، وأنها تحب أن تعيش وحدها.
تضايق الأب ولكنه كان يحب ابنتنه كثيرا ويحترمها ويحترم قرارها.
فقام بعمل طريق تصل إلى تلك التلة وبنى عليها قلعة كبيرة هناك.
عاشت الأميرة ، ونقلت مكتبها وأدواتها وعاشت مع قليل من الخدم ، وبدأت تدرس الهندسة وتبني تقنيات ،
وقامت بقراءة الكتب المقدسة.
أميرة حلوة وتعيش وحدها في قلعة كبيرة ، هذا بالطبع ، جذب الرجال نحوها بشكل كبير.
ويوماً بعد يوم أصبحت صفوف من الرجال تذهب إلى الملك وتهديه أغلى وأثمن الهدايا من أجل أن يتزوجوا ابنته ،
وبدلاً من أن تقل الصفوف ازدادت ، فتضايق الملك وقرر أن يرجع إلى ابنتنه ويطلب منها أن تغير رأيها ،
ورجاها أن ترجع عن قرارها ، ولكن الأميرة تضايقت لأن والدها كان قد وعدها بأن يحترم القرار الذي تتخذه.
وقالت لوالدها : سأعطيهم فرصة أخرى.
استخدمت كل اختراعاتها وبنت خمسة محاربين ميكانيكيين ووضعهم على الطريق التي توصل إلى البرج الذي تعيش فيه في القلعة ،
وعملت بابا سريا للبرج وأغلقته ، وذهبت وأبلغت والدها عن قبولها للزواج بالشخص الذي يتمكن من اجتياز المحاربين ،
والدخول من الباب والإجابة عن الأسئلة التي ستسأله إيّاها.
وطبعا كانت الأميرة قد قررت أن لا تسهل الأمور ، فقامت بتعليق قطعة طويلة من الحرير ،
واستخدمت كل مهاراتها التي تصل إلى مهارات الأستاذ ، ورسمت عليها صورة لنفسها وعلقتها في وسط الساحة في البلدة.
إقرأ أيضا: الأميرة واللؤلؤة الجزء الثاني والأخير
أميرة جميلة في قلعة ، لكن هل يعقل أن تكون تلك الأميرة الجميلة على هذا القدر من التحدّي ، ودون أن نعرف.
كان هناك شاب جميل حمل السيف ومشى خطوة خطوة حتى وصل للمحارب الميكانيكي الأول فاعترضها المحارب الميكانيكي ،
وبدأ بالضرب ودارت معركة حتى مات الشاب ، فأخذت الأميرة الرأس وعلقته على قماش الحرير ،
حتى يرى الشباب الرأس ولا يقومون بالمحاولة.
ومرت الأيام وصار حول صورتها المرسومة على الحرير الرأس الثاني والثالث والرابع ،
وحينما صار ثلاثة أرباع الصورة محاطاً بالرؤوس ، وصل شاب إلى المدينة ورأى صورة الأميرة ،
فوقع في حبها ، ولم يقدر أن يبعد عينيه عن الصورة ، واشتعل قلبه من حرارة الحب كالشمس في الظهيرة ،
وحينما بدأت الشمس في المغيب ، وأصبح الجو بارداً ذهب ليسأل عن قصة الأميرة ، فحكى الناس له الحكاية كاملة.
يتبع ..