الإخلاص

الإخلاص

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : والإخلاص أن يخلص لله في أقواله وأفعاله وإراداته ونيته.

وهذه هي الحنيفية ملة إبراهيم التي أمر الله بها عبادَه كلَّهم ، ولا يقبل من أحدٍ غيرَها.

وهي حقيقة الإسلام ، ومَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنهُ وهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ} ،

وهي ملّة إبراهيم التي من رغب عنها فهو من أسفَه السفهاء.

كِتاب الدّاء والدّواء

العلامات التي تدل على قوة الإخلاص ، أن لا ترى لك عملا.

قد يكون لك عمل عظيم مع الله ، لكن ،

ما دمت تراه لك عملاً ضخما ، فهذا من عدم الإخلاص ، لأنك رأيت لك عملا مستقلا عن الله عزّ وجل ،

فالعملَ الصالح إنما هو بتوفيق الله وفضله واعانته.

فالإنسان إذا استعظمَ عمله ، وألقى الأضواء على عمله ، ومنَّ الناس بعمله ، وقال : أنا فعلتُ كذا وكذا.

رؤية العملِ ضخماً نوع من ضعفِ الإخلاص.

قال ابن القيم : فإنَّ اللَّه إذا أراد بعبد خيرًا سلب رؤيةَ أعماله الحسنة من قلبه ،

والإخبارَ بها من لسانه ، وشغله برؤية ذنبه ، فلا يزال نصب عينيه حتى يدخله الجنَّة.

قال ابن رجب الحنبلي : كان الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق ، ويشتد قلقهم وفزعهم منه ،

فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر ، ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر ،

كما تقدم أن دسائس السوء الخفية توجب سوء الخاتمة.

إقرأ أيضا: بعث رسول الله رجلا من أصحابه برسالة إلى كسرى

جامع العلوم والحكم ( 1/117 )

أحدَ التابعين رِضوان الله عليهم قال : التقيتُ بأربعين صحابيا ، ما منهم واحد إلا وهو يظنُّ نفسه منافقا ،

هؤلاءِ أصحاب رسول الله ، الذين رضيَ الله عنهم ، والذين كانوا مع رسول الله في السرّاء والضرّاء ،

في المنشطِ والمكره ، الذين جاهدوا بالنفس والنفيس.

ثلاثة أشياء تقدحُ في إخلاص الإنسان أن تعجبه نفسه ، أن يُثنى عليها ، أن لا يتهمها.

وأما السلف الصالح فكانوا يتهمونَ أنفسهم ، ويحسنون الظنَّ بغيرهم.

Exit mobile version