مقالات منوعة

الإصرار والتكرار .. كيف يستطيع الإنسان تغيير الواقع ؟

الإصرار والتكرار
كيف يستطيع الإنسان تغيير الواقع ؟

لأن الإنسان يمتلك القدرة على تغيير الإنفعالات وتغيير الإستجابات ،

فعندما تكون مشكلتك هي الغضب أو الخوف أو عدم التقبل ،

فأنت تستطيع تغيير ذلك لأنه نابع من داخلك
ولكن الأمر ليس سهلاً فأنت تغير عادة متجذرة بداخلك ،

والفيصل بينك وبين تغيير هذه العادات السلبية هو مدى قوتك وإصرارك على التغيير وتحسين جودة حياتك.

ولكن الأغلبية يستصعبون الأمر ويستسلمون
فيبقى الوضع كما هو عليه.

وتبقى السلبيات تؤثر على حياتهم بدون تغيير أو تقدم.

إذا رجعنا بالذاكرة أيام الطفولة والدراسة
سنتذكر أننا واجهنا صعوبة في حفظ الكلمات الأبجدية والأناشيد ،

وحفظ جدول الضرب ومعادلات الكيمياء والجبر والنحو ، والصعوبة الأكبر كانت في حفظ اللغات الأجنبية ،

لأنها كانت شيء جديد علينا كلياً ، ولكن مع التكرار والحفظ والكتابة ومطاردة الأستاذ لنا
لحل الواجب المنزلي والإمتحانات الشهرية ،

أصبحنا مع الوقت نُتقن الحساب واللغة وأحببنا ذلك.

ورغم صعوبة الأمر لكننا قمنا بإجتيازه
والدافع كان الأهل والأساتذة والنجاح.

وكلما نكبر نواجه تحديات جديدة وأشياء جديدة علينا كلياً ، مثل قيادة الدراجة أو السيارة أو تعلُم السباحة أو الوظيفة ،

وكل شيء نتعلمه لأول مره يكون غاية في الصعوبة ، ولكن مع التكرار والمحاولة نُتقنه تماماً.

وفي كل مره نتحسن أكثر عن المرة التي قبلها
والدافع هنا هو الإرادة الشخصية لتعلم هذه الأشياء ،

فبما أنني أحتاج السيارة فأنا لا أيأس أبداً وأحاول مراراً وتكراراً ،

بكل إصرار حتى أتعلم القيادة وأستطيع قيادة السيارة.

وبما أنني أحتاج الوظيفة فأنا أتعلم كل شيء يخص العمل ، وأقرأ وأُكافح لإتقان وظيفتي رغم فظاظة مديري ،

لكنني أطيعه وأتعلم وأُكرر واجباتي يومياً حتى أصبح متمرس ماهر.

وهُنا يوجد سر لابد من تدبره جيداً
لماذا عندما نواجه ضغط نتعلم ونكرر ولا نيأس.

1 3 4 10 1 3 4 10

وإذا كان لنا كامل الحرية نستسلم بكل سهولة ؟

إقرأ أيضا: إني وجدت بين الإنسان والبعوض شبها قريبا في صفات كثيرة

هذه طبيعة بشرية
هذه الصفة ضمن صفات النفس الأمارة بالسوء
الخضوع والكسل والتسويف واليأس السريع.

إذا كان الأمر بدون ضغط
لذلك تغيير ذاتك يحتاج إصرار وتكرار.

فلا يوجد أستاذ يُحاسبك على الغضب
ولا مدير يُحاسبك على عدم التقبل والرفض ،

ولا يوجد أهل لمحاسبتك على طاقتك المنخفضة وإلقاء اللوم.

تطوير ذاتك يتطلب مقاومة قوية للعديد من الصفات السلبية ، مثل الشكوى والخوف والكسل ووعي الضحية والتقبل.

وهذه العادات والمعتقدات مثل دروس الجبر والهندسة والنحو ، صعبة جداً وتحتاج إصرار وعزيمة ،

ولكن ما يحدث أن الإنسان يحاول مرة أو مرتين ثم يتوقف.

والبعض يستصعب الأمر من البداية ولا يحاول
والبعض يكتب في التعليقات أن هذا صعب وأن هذا مستحيل ،

وعندما تفكر بهذا الشكل وتقول أن هذا شيء مستحيل تطبيقه ،

كأنك تأمر عقلك بعدم التنفيذ والتوقف عن المُحاولة.

وهذا هو إختبارك في الحياة وجئت إلى الكون من أجله.

أن تتغلب على نفسك وتُقاوم الطبيعة البشرية
وإما تستسلم وتُهلك وتذهب للجحيم
أو تقاوم وتثابر وتذهب إلى الجنة.

ولكن هذا الإختبار إختياري بالكامل ويتوقف عليك ، وهذه هي الصعوبة البالغة أنك صاحب القرار.

لا يوجد أحد يضغط عليك للنجاح وإتمام واجباتك
إنه واقعك والتجربة فردية.

أي عادة سلبية تُساهم في تطوير ذاتك وإرتقائك ونقاء روحك ،

هى طريقك للنعيم والوفرة والسلام
تماماً مثل الدروس أيام المدرسة
تحتاج التكرار والحفظ والفهم والكتابة والمراجعة والتركيز والإنتباه والحضور حتى تتغير.

طبيعي أن يكون الإختبار بالغ الصعوبة وإلا لدخل الجميع الجنة.

فلا تستسلم وقاوم مرة وإثنين وثلاثة ومليون
حتى تتخلص من برمجتك وترتقي للخروج من القطيع.

فعندما تعرف أن التقبُل ضروري والغضب مميت ، لا تقول صعب جداً أن أتقبل لأن عقلك سيستجيب فوراً.

حاول مراراً وتكراراً وستتغير
فكل شيء في الحياة يحتاج التكرار والمحاولة والإصرار لتتعلمه.

وإرتقائك وسعادتك تستحق المحاولة مليون مرة بدون يأس حتى تصل إلى الهدف المنشود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?