الإكتئاب
الإكتئاب
سألني ذات يوم الطبيب الأخصائي في علم النفس عندما أردت الكشف عنده.
عندما دخلتي في عالم الحزن هل شعرتي يوما بالفرحة والإبتهاج من موقف أو حدث ما وقع لك؟
صمت قليلا وأصبحت أتذكر الأيام الفارطة ، متى آخر مرة زارتني فرحة على حين غرة؟
فلم أجد شيئا يذكر ، وعندما بلغت الدكتور بذلك أخبرني :
للأسف أنتي في مرحلة الإكتئاب.
فلا يعقل أن يكون هناك حزن بالمطلق ، فالله عادل رزقنا الحزن والفرح والسرور والبكاء والضحك ،
لنشعر بكل الأحاسيس والمشاعر كل وقت بوقته.
فلا يوجد شعور دائم ، وأنتي إخترتي الحزن لكي ترتدينه طيلة الفصول الأربعة ، وهذا جرم حكمت على نفسك به.
تغيرت ملامحي حينها فكل هذا كنت أعلمه ولكن لم أستطيع مواجهتي به لذا ما كان علي فعله هو سؤالي بدوري له :
هل هناك علاج لحالتي هذه يا دكتور؟
إن أردتي العلاج بطريقة الأطباء سأوصف لك دواء يجعلك تخلدين في سبات لا تعلمي من ليلك نهارك ،
ولا تضعين عقلك في دوامة التفكير حتى لا ينفجر.
فبالدواء سنسكته هو أيضا وبهذا لا تخضعين للضغوطات والبحث عن الحلول للمشاكل ،
وغيرها من الهموم كما سنطفيء به حركة جسدك ليجعله يتمتع بالخمول والكسل طول الوقت.
أما إذا اردتي الشفاء عن طريق طبيب نفسك فاقلعي فورا ثوب الحزن وواجهي الحياة بالقناعة والقبول ،
بخيرها وشرها واسلكي الدرب الذي لا يتوه ولا يخطيء ،
من يقصده وهو السبيل إلى رضا الله والإمتثال لقواعده وفرائضه.
إقرأ أيضا: دائما ما يتردد على مسامعنا المقولة الشهيرة السيدات أولا
كل هذا لن يكون الشفاء بالكلام أبدا ، بل إنما بالأفعال لتعود لك إبتسامتك وبهجتك وسعادتك بالحياة ، وسيتطلب منك ذلك وقتا.
وبالصبر والمحاولات المتكررة ستمتثلين للشفاء وستزورينني يوما شاكرة وليست كمريضة ، فاختاري؟
وفي الأخير قمت بالإختيار ما بين العلاج بالدواء المخدر للعقل والجسم ،
وبين الإمتثال للشفاء بمعالجة روحي بالتقرب لله عز وجل ومواجهة الدنيا بقلب صلب.
فاخترت الأخير درن تفكير والحمد لله بعد مدة إسترجعت عن طريقها روحي المفقودة مني لعدة سنوات ،
ولن أخسرها مجددا مهما كانت تقلبات الحياة.