Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

البخيل وشيخ الذهب الجزء الأول

البخيل وشيخ الذهب الجزء الأول

يحكى عن رجل شديد البخل إسمه عمير ، كان يقتر على نفسه إلى درجة أنه يأكل حبة الزيتون على ليلتين ،

ليلة يأكل نصفها مع ربع خبزة ، والليلة الثانية مع شيء من بصل وخل.

كان لا يشبع من الطعام ، وما يربحه في السوق من حمل البضائع على ظهره يخفيه في جرة ، وكل يوم يفتحها ،

ويعد من فيها من قطع فضية.

في أحد الأيام مات عمه ، وورث منه أربعة جمال ، ولم يكفيه ذلك فأخرج ما أخفاه من مال واشترى جملا خامسا ،

وفي ذلك الوقت كان التجار يأجرون الإبل لتحمل بضائعهم من مدينة إلى أخرى ، ولمّا تصل لوجهتها يأخذ صاحبها أجره.

واشتغل ذلك الرجل بجماله الخمسة ، وكان حريصا على إيصال البضائع بسرعة لكي يكسب أكثر ، وهو لا يرتاح ،

ودوابه تعاني من الجوع والإنهاك الشديد.

ذهب زمان وأتى زمان واشتهر أمره بين التجار ، وصار يمضي كامل وقته وهو يتنقل من مكان إلى آخر ،

وكلما وصل مدينة يذهب إلى الجامع ويتغدى من صدقات الناس لكي لا ينفق درهما واحدا ،

وفي الليل يبيت قرب إبله على كومة قش.

ثمّ اشترى بما جمعه جملا سادسا ، ولمّا يدّخر شيئا يشتري به جملا آخر ،

وتضاعفت أرباحه زاد عدد جماله حتى بلغ ثمانين من الإبل.

ورغم أن الله أعطاه خيره إلا أنه لم يتغير لا في هندامه ولا في مأكله.

وكثيرا ما نصحه أهله بالتفكير في نفسه والبحث عن زوجة جميلة ، إلا أنه إزداد جشعا وتقتيرا ،

ولم يقبل حتى بأجير يساعده في شحن البضاعة والسّفر معه.

وأصبح يفتح بضائع التجار ويأكل منها ، وإذا صرف درهما مرض عليه.

أحد الأيام كان مسافرا بأحمال من القمح والتمر ، فجاع ، وفتح الأكياس ، وأخذ منها ما يكفيه ، ثم أغلقها ، وأرجعها كما كانت عليه.

إقرأ أيضا:

قلى القمح على النّار ، ثمّ دقّه بحجر وصبّ عليه الماء حتى أصبح مثل السّويق ، وأكله مع التّمر ،

بينما هو كذلك رأى شيخا ذو لحية بيضاء يقترب منه ، وقد ظهر عليه الجوع والتعب ،

كره أن يدعوه إلى طعامه القليل فأدار ظهره لكي لا يراه يأكل ، لكن الشيخ كان عنيدا ، وأتاه من الجهة الأخرى ، وقال له :

السلام عليكم ، فلم يجبه عمير ، فجلس ومد يديه للصحفة ، وقال : إكرام الضيف واجب!

فأحس الجمال بالغيظ ، وقال في نفسه : لقد تعبت لإحضار طعامي ، وهذا اللعين جاء ليقاسمني فيه؟

نظر الشّيخ إليه ، ورأى عدم الرّضى في عينيه ، فقال : الرّزق رزق الله ، وما قيمة ما تملك من إبل أمام خزائن السّماء!

علم نفسك الكرم ، وسيزيدك الله من خيره.

رد عليه : ومن أنت حتى تنصحني؟ أليس الأجدر أن تبدأ بنفسك ، حتى يعطيك الله جملا واحد على الأقل تركبه!

ضحك الشيخ وقال له : لو علمت ما عندي من رزق لأصاب رأسك الدوار.

واصل الشيخ الأكل ، وعمير ينظر إليه ، ويتساءل عن ماذا يتكلم هذا الرّجل؟ فلا أرى عنده شيئا ، ولا حتى عنزة صغيرة.

لما أتم الشّيخ الطعام ، مسح يديه وشفتيه ، وقال : لقد أصبح بيننا ماء وملح ، وأريد أن أجازيك على معروفك ،

وأقودك إلى كنز لا يعرفه من الناس سواي!

سأله عمير باستغراب : أنت.
أجابه الشيخ : نعم أنا ، ثم قال له : أخبرني أيّهم أفضل عندك جمل واحد عليه جرابان من ذهب ، أم تسعة وسبعون؟

رد عمير : طبعا الجمل الذي يحمل الذهب.

قال الشيخ : إتفقنا إذا ، والآن هيا إتبعني ، وأوصيك أن تحمد الله على ما أعطاك.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?