Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات منوعة

البساط السحري الذي تشاهده في الأفلام والقصص الخيالية

البساط السحري الذي تشاهده في الأفلام والقصص الخيالية في الحقيقة تم إقتباسه من قصة أعظم ملك حكم الأرض ،

سيدنا سليمان عليه السلام الذي كان يملك بساطا عظيما ومهيبا ، صنعته له الجن.

قبل بداية السرد ما ستقرأه ليست قصة من قصص ألف ليلية وليلة التي تقصها شهرزاد إلى مولاها شهريار ،

ولا حتى مسلسل جديد يعلن عنه لتتابعه ،

لكن هذه القصة مذكوره في القرآن وفي كتب التفسير عن المُلك الذي ملكه سليمان بن داوود ولم ولن يأتي بعده مُلكٌ شبيهٌ له أبدا.

قال تعالى : { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَالْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ }

قال الحسن البصري وابن كثير رحمهم الله :

الله منّ على سيدنا سليمان بالبساط وهو من معجزاته العديدة ، لكن السؤال هنا؟

ما هو تحديدًا شكل البساط؟ ولماذا من الأساس تم بناؤة والهدف منه؟

سيدنا سليمان كان كثير التنقل وكثير الغارات على العدو والرحلات قديمًا كانت تستغرق أيام وربما شهور حتى يصلون إلى وجهتهم ،

ولأن سيدنا سليمان ملك ليس كباقي الملوك سخر الله له الريح حتى يجري بها ويصل إلى وجهته في غضون دقائق ،

وربما ثواني معدودة فالتسخير الذي حظى به عظيم للغاية.

عندما سخر الله لسليمان الريح أمر سيدنا سليمان الجان والشياطين أن يبنون له بساطًا يحمله ويحمل متاعه وقومه إلى أي وجهة يختارها ،

فاجتمع كل هؤلاء من جان وشياطين وعفاريت لصنع ما أمرهم به سيدنا سليمان ،

وكانت النتيجة بديعة وعظيمة ، ولم تستطع كل أفلام الدنيا أن تقتبسها من عظمتها.

إقرأ أيضا: قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع الغراب

اجتمعت كل المخلوقات النارية المسخرة لسليمان وصنعوا له بساطا واسعا جدا من خشب مكللا بالذهب والفضة والحرير ،

بحيث إنه يسع جميع ما يحتاج إليه من الدور المبنية والقصور والخيام والأمتعة والخيول ،

والجمال والأثقال والرجال وغير ذلك من الحيوانات والطيور.

ووضعوا له في وسطه منبر من ذهب يقعد عليه وحوله كراسٍ من ذهب يقعد عليها الأولياء ،

وكراس من فضة يقعد عليها العلماء وحولهم الناس ، وحول الناس الجيش وحول الجيش الجن والشياطين ،

فكان هذا البساط يحمل المباني والقصور والمتاع والحيوانات والجيوش والوزراء والجن والشياطين!

فكل ما أراده سليمان كان هذا البساط يحمله فتخيل إذًا حجمه العظيم!

وليس هذا وحسب وسخر الله له الطير تظله وتحميه من أشعة الشمس وكانت أسراب الطيور ،

لا تتوقف من فوقه حتى تحميه من أشعة الشمس أن تؤذي وجهه ، أو أن تؤذي جيشه ووزراءه.

قال الحسن البصري : كان يغدو على بساطه من دمشق فينزل بإصطخر يتغدى بها ويزور أهلها ،

ويذهب رائحا من إصطخر فيبيت بكابل ويزور ،

فتصور أنه كان يسافر بالبساط ليس من أجل الحروب وحسب ،

لكن فقط ليتغدى ويزور سكان مدينة معينة وكل هذا خلال لحظات فقط!

ذكرنا أن سيدنا سليمان كان كثير الغارات فكان إذا أراد سفرا أو قتال أعداء في أي بلد ما ،

حمل كل ما يحتاج إليه على هذا البساط وأمر ريحا مخصوصة جعلها الله طائعة ومنقادة له ، فتدخل تحته وترفعه ،

فإذا صار بين السماء والأرض أمرها أن تكون لينةً كالنسيم فتسير به.

فإن أرادها أسرع من ذلك ، أمر العاصفة فحملته أسرع ، فوضعته في أي مكان شاء بإذن الله تعالى ،

وكان لهذا البساط سرعة انتقال كبيرة جدا ، حيث إنه كان يقطع مسافة شهر في وقت قصير جدا.

إقرأ أيضا: من قصص النبي سليمان

وكانت مدينة “تدمر” في بر الشام مستقر ملك سيدنا سليمان عليه السلام وقد بناها له الجن كما قيل من الحجارة الضخمة العريضة ،

والأعمدة العالية والرخام الأبيض والأصفر ،

وقد خرج منها سيدنا سليمان عليه السلام ذات يوم صباحا يقصد “إصطخر” وهي من أكبر مدن بلاد فارس.

وفيها مسجد يعرف بمسجد سليمان ، وتبعد عن الشام مسيرة شهر ،

فوصل إليها في وقت قصير جدًا بعون الله تعالى ،

ثم انطلق من المسجد بعد أن استراح إلى “كابل” في أرض خراسان (أفغانستان حاليا) ،

وهي تبعد عن “إصطخر” مسيرة شهر فبات فيها ، ثم عاد صباحا إلى “تدمر” فوصلها أيضا في لحظات.

ومما روي في ترحال سيدنا سليمان عليه السلام كذلك أنه ركب البساط مرة وسار فمر فوق فلاح يحرث أرضه ،

فنظر نحوه الفلاح وقال : “لقد أوتي آل داوود ملكا عظيما” ، (وسيدنا سليمان هو ابن النبي داود عليه السلام) ،

فحملت الريح كلامه فألقته في أذن سيدنا سليمان عليه السلام.

فنزل حتى وصل إلى الفلاح فقال له : “إني سمعت قولك ، وإنما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه ،

لتسبيحة واحدة يقبلها الله منك خير من الدنيا وما فيها”.

فقال الفلاح : “أذهب الله همك كما أذهبت همي” فكان سيدنا سليمان على الرغم من ملكه العظيم إلا أنه زاهدًا متواضعًا.

وذُكر في بعض المصادر أن سيدنا سليمان إذا أراد السفر والترحال يأمر الريح فتأتيه طوعا وتصنع عاصفة ترابية ،

ثم تستقر ثم يصعد سيدنا سليمان وحاشيته ووزرائه على بساط الريح ، ثم يأمر الريح أن تذهب به ، فتذهب به على وجه السرعة.

المصادر :

البداية والنهاية لابن كثير.
الطبري تاريخ الرسل والملوك.
ابن عساكر تاريخ دمشق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?