البعض يتساءل لماذا لا يوجد في بعض الدول الأوروبية عقوبة الإعدام
البعض يتساءل لماذا لا يوجد في بعض الدول الأوروبية عقوبة الإعدام
صرخ أحدهم بغضب بينما كان رجال الشرطة يقتادون المتهم وسط حشود غفيرة إزدحمت عند المدخل المؤدي إلى قاعة المحكمة ،
رجال ونسوة وقفوا هناك وقد وحدتهم مشاعر السخط والنقمة ،
أرادوا إلقاء نظرة عن كثب على الرجل الذي روع البلاد بجريمته الشنعاء ، وأجزم بأن العديد منهم تفاجئوا بما رأوه.
إذ لم يكن “تيموثي ايفانز” يشبه القتلة في شيء ، مجرد النظر إليه كان كافيا لأن يبعث في النفس شعورا مريرا بالشفقة.
كانت تلك هي الصورة الأخيرة لتيموثي وهو يقاد للمحكمة المتهم بقتل زوجته وطفلته الرضيعة ،
ولم يأخذ المحلفون سوى 40 دقيقة ليعودوا بقرار الإدانة وتلا القاضي الحكم النهائي : ” الإعدام شنقا حتى الموت “.
وسيق تيموثي إلى حتفه يوم 9 مارس 1950 ، وما هي الا دقائق معدودة حتى تدلى جثة هامدة ،
حملوها إلى الفناء الخلفي للسجن ،ودفن في قبر حقير بلا شاهد ، وانتهت حياته البائسة أخيرا.
بعد هذه الحادثة بثلاث سنوات إكتشفت الشرطة أن القاتل الحقيقي هو الجار “جون كريستي” قاتل متسلسل.
بلغ عدد ضحاياه ثمانية أشخاص (سبعة نسوة وطفلة رضيعة) ، وبعد إدانة كريستي جرى إعدامه.
وتواصلت الجهود من أجل إعادة الإعتبار لتموثي ايفانز وتبرئة إسمه ، وقد حدث ذلك رسميا عام 1966.
وتم نقل رفاته من باحة السجن إلى مقبرة.
بإجماع من المؤرخين فان الضجة التي أحدثتها قضية تيموثي ايفانز للرأي العام.
وكذلك داخل جهاز القضاء والأوساط السياسية كانت سببا لإلغاء عقوبة الاعدام في بريطانيا عام 1966.