التاجر الذكي الجزء الثاني
استقلت جمانة عربتها وذهبت إلى والي الختم تطلبه بتفسير حول استلام سالم لبضاعته ، قال لها لا يمكن لم نسمح له باخراج البضاعة وقد قلت له هذا حينما جاء إلي.
قالت له خذني إلى الحاوية التي كانت بها بضاعته.
عندما ذهبوا إلى الحاوية وجدوها فارغة قال والي الختم لقد أخذوا البضاعة ،
من ساعد سالم في أخذها سوف ازج بهم جميعا في السجن.
قالت له جمانا اصمت يا غبي وأخبرني عما دار بينكما في الحوار ،
قال لها قلت لسالم أن بصاعته غير مسجلة في الملف وستبقى محجوزة إلى غاية الشهر القادم.
قاطعته جمانا قائلة أيها الغبي المعتوه لقد دللته على الحل هو أخذ بضاعته ويدرك أن لا أحد سيحاسبه ،
لأن الخطأ منكم لأنكم لم تسجلوها وهذا سيؤدي بك أنت إلى السجن وليس هو ، لن نستطيع محاسبة أحد بسبب غبائك.
عادت جمانا إلى بيتها تستشيط غضبا ثم قالت سوف ترى ما سأفعله بك ياسالم.
استدعت جمانا أحد التجار ويدعى محمد وقالت له عليك أن تذهب إلي سالم.
كان سالم يسبح بعد أن أنهى صلاة الفجر غازلت رائحة الخبز الشهي الذي تطهوه أمه في الفرن العربي التقليدي ،
حيث تضع الخبر في صينية من حديد وتدفع بها إلى الفرن الذي تلتهب ناره محدثة شظايا تتطاير على وجه أمه ،
التي لفحت صهدة النار لكنها تعودت على هذا.
فلم تعد بحرارة المكان أو اللفحات معصبة رأسها بوشاح أبيض تلاعب بيديها قطعة الخبز بعد أن جهزت واضعة اياها مع الخبز الأخر.
قال في نفسه اه يا أماه كم تعبتي من أجلنا بعد وفاة أبي رحمه الله.
كنتي تبيعين الخبز وتمتهنين الخياطة مهما فعلت لا يمكنني أن أرد جميلك يا أغلى الناس.
إقرأ أيضا: البداية الخاطئة ستقود لنهاية محتومة الجزء الأول
جلس بجانبها وهي تسكب له الحليب مع القهوة وناولته قطعة خبز ساخنة مطلي وسطها بالزبدة التي ذابت بداخل الخبزة.
بعد أن أكل قبل جبين أمه وطلب منها أن توقظ أخويه عند طلوع الشمس.
خرج وهي تدعو له بالتوفيق ، فتح محله وباشر بعمله إلى غاية الظهر حيث دخل أخوه يركض وهو يلهث من شدة التعب قائلا له مصيبة يا أخي مصيبة.
قال سالم رويدك ، إهدا وأخبرني ما الأمر.
قال له إن هناك تاجرا يدعى محمد وهو يقول عنك الأقاويل وبأنك تبيع قماشا ذو نوعية سيئة ،
وبه مادة تجعل من يلبسه يصاب بالحكة مع حبيبات تظهر بالجسد ،
وأنت تعلم أن هذا يشوه سمعتنا يا أخي.
قال سالم إهدا يا أخي ، إذهب إلى بيت خالتي نورية وقل لها أن تاتي إلي حالا.
جاءت نورية كما طلب سالم وقال لها ، التاجر محمد في دكانه يخيط أحد الفساتين ،
دخلت عليه إمراة عجوز هي نورية خالة سالم
قالت لمحمد اسمع أيها التاجر الملعون سوف أشكيك إلى القاضي.
قال مستغربا لما أجابته لأنك بعتني قماشا يسبب الحكة في الجلد وقد أصيبت إبنتي وعرسها قريب.
قال لها هههه ماذا تقولين ذاك من أجود أنواع القماش إنه هندي.
عندها دخل سالم كالأسد الضاري ممسكا إياه من رباط عنقه ، وإذا كيف تقوم بقذف الناس وتتهمهم بما ليس فيهم.
أنت خفت من القاضي ولم تخف من الله سبحانه أن يحاسبك على فعلتك أجبني يامن تحمل أعظم اسم في الكون.
قال سالم حسبي الله ونعم الوكيل وخرج مع خالته.
بعد العصر دخل أحد غلمان جمانا يخبرها أن التاجر محمد يتحدث إلى جمع من الناس.
ذهبت جمانا إلى هناك وبقيت بعيدة تنظر إليه وهو يقول يا ناس لقد كذبت عليكم إن بضاعة سالم من أجود البضائع ،
وهو أكثر شخص يشهد له الجميع بالإخلاص في عمله.
إقرأ أيضا: التاجر الذكي الجزء الثالث
في الليل استدعت جمانا رجلان قويا البنية كي يحضرا لها التاجر محمد ، وعندما أحضروه سألته عن سبب فعلته تلك.
قال لها لقد كان على حق أنا خنت أخلاقي وبعت نفسي لهواها.
لقد ذكرني أن هناك رب يرى كل شيء هو رجل بمعنى الكلمة ولا يستحق ما يحدث معه كما أنني لم أذكر سيرتك أبدا.
قهقهت جمانا وقالت هاهاها وماذا لو فعلت ماذا سيحدث ، ها اضربوه حتى يتأدب.
قامو بضربه ضربا مبرحا كاد يموت وقاموا برميه في احدى الأزقة.
كان سالم متجها إلى المسجد مع مجموعة من أصدقائه كي يؤدوا صلاة الفجر ، إذ به يرى رجلا مرميا على الأرض ،
ذهب باتجاهه وبدأ يتفحصه وجهه مشوه كليا.
قال سالم هل أنت بخير يا أخي.
قال محمد بصوت خافت منقطع ، س س.ال م ، أنا محمد التاجر، سامحني.
قال سالم من فعل بك هذا؟
قال له إنها غريتمك جمانا تحاول الإيقاع بك فاحذرها.
قالها محمد واغمي عليه.
يتبع ..