التخاطر والجذب أحد أهم قوى الإنسان الخفية وقدرات العقل الخارقة ، وأحد أهم الهبات الربانية الأكثر عظمة ودقة وغرابة.
في بداياتي في الوعي لم أكن مؤمن بالتخاطر
وبحكم قلة وعيي القديمة كنت صفر تخاطر.
لا أفكر في شيء أبداً ويتجلى لي ويأتيني
بالعكس كل ما أفكر فيه وأتمناه يحدث عكسه تماما ، وطبعاً كان السبب أنا.
مرت الأيام والشهور وزاد وعيي أكثر بسبب القراءة والتدبر ،
وأصبح عقلي أكثر يقظة وبراعة وأعلى كفائة ،
وبدأت العجائب في الظهور بنسبة ضئيلة ، وأشياء ليست قيمة.
أفكر فيها فتظهر ، مثل أكلة أو عنوان فيلم أو عنوان كتاب أو صديق أتمنى مقابلته.
أفكر في الكشري المصري أرجع للبيت أجده
أتذكر شخص عزيز وبعد دقائق يتصل ،
أتذكر فيلم معين فأجده يعرض على التلفاز.
وهنا بدأت ألاحظ هذه الأشياء وأتدبر أكثر لفهم هذه القوة ومحاولة تسخيرها والإستفادة منها ،
فأنا خليفة لله فى الأرض وهذا الكون مسخر لي.
والوعي لا يعرف حدود والعقل والمخيلة ليس لهم حدود ، كذلك عجائب الخالق العظيم ليس لها حدود.
فلم لا ، لم لا أفكر في أي شيء فيأتيني وتكون الحكاية بهذه البساطة.
ولم أكن أعلم وقتها أن الإيجو هو من يتكلم وليس أنا ، وكان وعيي الذي مازال منخفض وقتها يُهييء لي أنني وصلت.
ومثل أي إنسان طبيعي يتعرف على قوة التخاطر الخطيرة ،
فأول شيء سوف يخطر في باله لجذبه هو المال ،
إقرأ أيضا: في مقلب سيء جدا قام طالب بإلصاق ورقة على قميص صديقه
وسخرت كل تركيزي على جذب المال لكنه لم يأتي ، ودخلت في مرحلة هبوط ، ثم عودة وإقتراب ،
وثم تدبر عميق وخلوة ، ثم إتصال روحاني ، ومن ثم فهمت أن التخاطر هو إتصال ذهني قوي ليس له حدود ،
يحتاج عقل مستنير وترددات مرتفعة في أبعاد مرتفعة.
وقدرات ذهنية تستطيع إرسال وإستقبال الإشارات والرسائل الكونية من وإلى الكون والأشخاص والأشياء ،
وطاقة نظيفة خالية من الفقد والخوف والحرمان.
والجذب مرحلة من التخلي عن كل شيء
وترك الأفضل يأتي بأفضل إحتمالاته ،
وحتى إذا لم يأتي فلا مُشكلة ، فالموضوع أكبر بكثير من المال والمادة والعلاقات.
الموضوع هو علاقة مخلوق بخالقه ، وعلاقة خليفة بنفسه ، والتسليم الكامل لله حتى الوصول إلى مرحلة اللاشيء.
مرحلة إذا أتى الثراء فليأتي ، وإذا لم يأتي فأنا سعيد.
ولكن المتعة في السعي للوصول لأفضل نسخة مني ، والسعي أيضا للثراء والخير والوفرة ولكن بدون ذرة تعلق.
السعادة والرضا يأتون أولا ثم البقية ، فكم من ثري لا يعرف السعادة والسلام ،
وقد ربط سعادته وحياته بالمادة فجائت المادة بعد فقدان نفسه فتلاشت السعادة وتبخر السلام.
الجذب هو ألا تحاول جذب شيء ، لأن محاولة جذب شيء نابعة من فقدانك لذلك الشيء
وإحتياجك الشديد له وتعلقك به ،
وكأنه خلاصك ونجاحك في الحياة الدنيا.
الجذب الحقيقي هو التخلي عن كل شيء حتى ينجذب لك كل شيء بأيسر الطرق ، وليس الركض خلف الأشياء لتجذبها.
فالمغناطيس هو المحور والكيان الذي يجذب الأجسام الصغيرة ، وليس الأجسام الصغيرة ما تجذبه إليها.
فأنت المحور والكيان ولابد أن تنجذب إليك الأهداف الصغيرة ، وليس الأهداف ما تجذبك.
إقرأ أيضا: قصة وعبرة لبعض الرجال
فإذا تحولت إلى جسم صغير لن تكون كيان محوري.
وهذا لا ينفي دور التركيز والسعي ، فحقا كل ما تركز عليه سيزداد ، ولكن السر في المشاعر.
فربما تركز على الثراء ومشاعرك من الداخل ، تركز على الخوف من الفقر وتركز على الإحتياج والعوز.
التركيز على الشيء يكون بدون مشاعر سلبية وبدون تعلق ،
من باب النجاح ودعم العقل وتحفيزه على الحياة والعمل.
فالسعي لا غنى عنه حتى يكون لحياتك طعم وشغف للنجاح ،
وشيئا فشيئا تزداد قوة الإشارة والإرسال مع إرتقائك بوعيك ،
ويزداد العقل براعة كلما تتخلص من الأفكار التي تسبب تشوش سلبي ،
ويزداد الجذب كلما تتصل بالله روحانيا وتتخلى عن الأشياء.
وهذا دليل أننا إذا تقدمنا أكثر في وعينا وإدراكنا سوف تزداد قدراتنا الغير محدودة.
فنحن لا نعلم من العلم إلا قليلا ، ومازال هناك الكثير من الأسرار تنتظر أن نكتشفها ،
وهناك الكثير من الأبعاد تنتظر أن نرتقي لها ،
فإن قدرة الله وعظمته فب خلق الكون وعجائبه وأسراره ،
تؤكد لك أن كل شيء ممكن ، وأنه يقول للشيء كن فيكون.