التركيز والتخلي
التركيز والتخلي
معادلة صعبة تحقق المستحيل وتفصلها المشاعر.
نحتاج التركيز على الإيجابي والتركيز على الأهداف المستقبلية والطموحات حتى يقوم العقل بصناعة صور ذهنية لهذه الأهداف ،
ويعمل على تحقيقها بالجذب والأفكار الإبداعية ، ولكن مع التركيز تتولد مشاعر تعلُق بهذه الأهداف ،
وتعلُق بتحقيقها وننتظرها بكل شغف وجنون
وهنا تتغير النتائج.
فعندما ننتظر ونستعجل أن تتحقق تلك الأهداف بأي شكل ،
يرسم عقلك صور ذهنية أيضا تحمل عنوان متى.
متى يتحقق ذلك ومتى أخرج من واقعي ومتى تتجلى أهدافي.
وهذه الصور الذهنية تصيبك بمشاعر التعلق والإنتظار ،
مما يؤدي إلى إبتعاد الأهداف أكثر فهناك فرق بين التركيز ، وبين ما تريده بشدة وبين التعلق.
وما يحدث أن عدم مراقبة التركيز تؤدى إلى صناعة صور ذهنية للتعلق تكون أكثر وضوح وتغطي على الصور الذهنية للتركيز على الهدف نفسه.
لأن مشاعر التعلق أقوى من مشاعر إقتناعك بما تُركز عليه.
بمعنى أبسط فإن التركيز على الأهداف والطموحات المستقبلية مهم جدا ولا غنى عنه ،
ولكن مع هذا التركيز يجب مراقبة المشاعر بكل دقة ،
يجب أن تكون مشاعر تخلي بدون إنتظار أو إستعجال.
مشاعر تسليم كامل ورضا كامل بأي وقت تتحقق فيه الأهداف ،
مشاعر يقين وثقة
خالية من التعلق والخوف من عدم تحقيق المُراد.
وليس ربط حياتك بهذه الأهداف وكأنك ستنتهي إذا لم تتحقق.
وإذا قمنا بالتركيز فقط وتخيل الأهداف بدون مراقبة المشاعر ، لا إراديا نتعلق ونفقد قيمة التخلي والثقة واليقين ،
فتنخفض الترددات لأقل مستوى.
إقرأ أيضا: النحل لم يحاول أن يغير شكل قرص العسل لأنه مفطور أن يصنعه سداسيا
ومع مرور الوقت وعدم نيل الهدف تقل الثقة أكثر وتبتعد أكثر.
التركيز والتخيل مع التخلي يصنع لك المستحيل.
لا تنتظر أو تستعجل حتى لا ينقلب الموضوع من تسخير للكون ووفرة إلى عقد صفقة مع ربنا ،
وكأنك تطلب منه تحقيق أحلامك وتخبره أن ينجز في تحقيقها.
وأنت لا تطيق الإنتظار ومتعلق وضعيف
فكن على ثقة أن إستحقاقك سوف يأتي في الوقت المناسب ،
وأن تطويرك لذاتك وتحسين صورك الذهنية ومخيلتك هو واجب عليك من أجل نفسك لأن هذا دورك ،
وليس تطوير من أجل مصلحة.
فتأكد أن الأهداف لا تذهب للمتعلق ،
ولكنها تبحث عن المتخلي.