التغير الفجائي
لا يوجد إنسان لم يتعرض يوما للإحساس بالخذلان ، ليس فقط في العلاقات الغرامية ، رغم أنها الأكثر تعرضا لهذه الأزمة ،
لكن أيضا في الصداقة والعلاقات الإجتماعية.
السؤال هنا لماذا يتغير الأشخاص فجأة!
لماذا بعد إعتقادك أنك أصبحت جزءا أساسي بحياة أحدهم يتخلى عن وجودك تماما؟
ما السبب!
السبب ببساطة كله يكمن داخلك.
ذلك العطاء المبالغ فيه ، التنازل عن الحق ، والإهتمام الزائد ، وتمرير الأخطاء والتغاضي عنها بدافع الحب.
زيادة التقدير لشخص يعرف أنه ليس جدير بكل هذا التقدير ،
فأنت حين تضع أحد فوق قدره ، فاعلم تماماً أنه سيضعك تحت قدرك.
كل ذلك يجعلك حق ثابت مكتسب بلا قيمة ، شيء مضمون لا تستحق بذل مجهود للوصول إليك ، عنصر سهل المنال.
نحن كبشر قد نقدر المعروف والحب ، لكن لا نملك القدرة على تقدير الإحسان ،
لا نرى فضله ، بل نراه ضعف.
والنتيجة يتغير البعض بعد أن يتأكدوا من حبك الشديد وتعلقك بهم ،
لذلك أرجوك لا تنقل شعور حاجتك إلى الطرف الآخر ، مهما بلغ حبك وتقديرك له.
لابد أن يعرف دائما أي شخص بحياتك مهما بلغ مدى قربه وإعتمادك على وجوده ،
أنك تملك القدرة أن تكون بخير وحدك ، دون وجود إنسان إلى جوارك.
لا يجب بث الكثير من شعور الحنين ، والإفتقاد ، والألم العاطفي ، كمن يموت في البعاد ،
وذلك ليس إدعاء ، أو نوع من الكذب ، بل هو حقيقة كاملة.
أنت لن تموت إلا عند إنقطاع الأكسجين ، وهذا الشخص الذي رحل ليس أكسجين ،
وعلى عقلك أن يعي هذه الحقيقة دائما.
