التنمر ومتلازمة الكومنت الساخر
أصبح التنمُر لغة عصر وأسلوب حياة ساخر عند البعض بحجة المُزاح والحُرية والتعبير عن الرأي ،
وما لا يعرفه المُتنمرون أن كارما التنمر والألم النفسي الذي يتسببون فيه للآخرين تعود إليهم مرة أخرى أضعاف مُضاعفة من الألم والفشل والسقوط.
فإذا كنت تعتقد أنك تمزح ومن حقك التنمر والتعبير ، فليس من حقك أبداً أن تؤذي مشاعر الغير وتتسبب في إنطوائه ،
ومعنى أنك تتنمر أنك فارغ من الداخل ولديك عيوب ونواقص أكثر بكثير من الشخص الذي تتنمر عليه.
وتنمُرك ليس إلا محاولة يائسة منك لإخفاء عيوبك ونواقصك ،
هذا غير عقابك الذي تناله من التنمر فتزداد حياتك عيوب وديون وكارما تجعل من حياتك سلسلة من الألم والفقد والعذاب.
وربما لا تعرف أن التنمُر هو السبب في أن حياتك كُتلة من الجحيم وما زلت تتنمر وتُداري عيوبك بالبحث عن عيوب الآخرين ،
فبدلاً من البحث عن عيوب الآخرين يجب أن تستيقظ وتبدء في البحث عن عيوبك ومعالجتها.
وأصبحنا الآن في حالة بائسة من التنمر على السوشيال ميديا ، بسبب شيء مريض وهو التفاعل على التعليقات ،
فأصبح الجميع يتسابق على أكثر تعليق يحصل على تفاعلات.
وأصبحنا نتنمر بدون ذرة وعي وربما بدون قراءة المنشورات
نبحث فقط عن السُخرية والتنمر وجمع التفاعلات ،
فأصبحنا نرى تنمر على جميع الموضوعات والمنشورات على السوشيال ميديا ، حتى الموضوعات الثقافية والدينية والتراث ،
أصبح البعض مريض حرفياً بجمع التفاعلات على التعليق بدون وعي مدى تأثير تعليقه على الرأي العام ،
ومدى تأثير تعليقه في قتل موهبة وإحباط إنسان.
إقرأ أيضا: 8 نصائح ذهبية للتخلص من الحزن والعيش بسعادة
فأصبحنا نرى التنمر والسخرية في جميع المجالات حتى إذا كانت المقالات وطنية أو علمية أو فنية ،
فنحن نسقُط في الهاوية بسبب عدم إحترام الرأي الآخر وبسبب الجهل والتنمُر الأعمى من أجل سبب أكثر مرضاً.
إستيقظ أيها الغافل لأن ما تقوم به سيدمر حياتك حرفياً ،
فأنت تعتقد أنك تمزح وتلعب ولكن أنظُر إلى حياتك جيداً.
وستجد أن تعليقاتك الساخرة على السوشيال ميديا لها أثر نفسي في حياتك بدون أن تدري وترتد إليك بنفس مقدار الألم وربما أكثر ،
ولابد أن تتعرض للقهر والظُلم في عملك أو في علاقاتك أو تجد ضيق في الرزق بسبب ظُلمك للآخرين.
لا للتنمر.
