الجمل والحمار

الجمل والحمار

كان سعد الدين يتاجر في التوابل والحرير يأتي بها من الهند ، ويقوم بتوزيعها على صغار التجار ، وأراد أن يوصل الكمية لأحد زبائنه في منطقة شبه صحراوية ،

تبعد عن بلدته مسيرة يوم وليلة ، وقد صحب معه الجمل والحمار ، ووضع على الجمل حملاً خفيفاً ، والباقي وضعه على ظهر الحمار.

بعد يوم : وبعد مسيرة يوم أصبح الحمار يسير بصعوبة ، لعدم استطاعته مواصلة السير ،

لحمله الثقيل ، شكى الحمار همه للجمل من ثقل الحمل.

بعد نصف يوم أخر : وبعد مسيرة نصف يوم ، ملأ سعد الدين عدداً من قرب الماء ، من بئر يقع على الطريق ووضعها على ظهر الحمار ،

فضاعف الحمل عليه ، وأصبح يترنح دون أن يشعر به سيده.

الحمار وسيده : قال الحمار : يا سيدي أنا متعب بما على ظهري من أحمال ثقيلة ، وقمت بتحميلي فوق طاقتي ،

لو وزعت قرب الماء بيني وبين الجمل.

قال له : على ظهر الجمل أضعاف ما تحمله آلاف المرات ، سكت الحمار على مضد وهو يعاني من التعب والإرهاق الشديد.

شكوى الحمار : فقال الحمار : لم تقدم لي منذ الصباح إلا وجبة واحدة ، أريد أن تقدم لي شيئاً من الطعام حتى أقوى على المسير.

فقال له : قريباً سنصل إلى مكان تتجمع فيه قوافل التجار ، فنأخذ حاجتنا من الطعام والماء ، لم يبقى إلا القليل حتى نصل ،

فما عليك إلا الصبر ، لقد كثر تزمرك وشكواك هذه المرة ، هل كبرت وضعفت ،

هذه آخر مرة أصحبك معي ، سأختار حماراً قوياً نشيطاً ، في المرة القادمة.

الكارثة : بدأ الحمار يترنح يمنة ويسرة ، حتى وقع على الأرض مع أحماله الثقيلة.

إقرأ أيضا: الطائر الذهبي

تقدم منه سعد الدين يتفحصه ، فوجده ميتاً ، فكانت الكارثة بوقوعه على سعد الدين حيث تفجرت القرب ، وسال منها الماء ،

وشربتها رمال الصحراء العطشى ، وبدأ يندب حظه حيث لا ينفع الندم.

الجمل : كان الجمل صابراً على مضد ، فقال لسيده : أنت السبب بموت الحمار بهذه الطريقة البشعة ،

لو كنت عادلاً لوزعت الأحمال بيننا ، أنا لست بحاجة للعيش معك بعد اليوم ، ليس في قلبك رحمة ولا شفقة ،

أريد العيش في الصحراء بعيد عنك وعن أمثالك من التجار ، الذين لا يفكرون إلا في جمع الأموال بأي طريقة.

وأراد سعد الدين أن ينقل البضاعة التي كانت على الحمار إلى الجمل ، وبدأ الجمل أن يخرج الزبد من فمه ،

ويرغي في وجه صاحبه معلناً رفضه.

الجمل وسيده : وحاول أن يمسك الحبل الذي في عنق الجمل ، فلم يستطع ، وقال له الجمل :

ابتعد عني أيها الظالم الجشع ، لو اقتربت مني سأدوسك تحت خفي ، وسوف أتركك في الصحراء هنا ، حتى تلاقي نفس المصير الذي حل بالحمار.

هروب الجمل : أطلق الجمل لنفسه العنان مسرعاً وسط الصحراء ،

حتى غاب عن الأنظار ، وترك صاحبه في الصحراء ، والبضاعة ملقاة على الرمال.

الجشع والخسارة : وهكذا خسر التاجر سعد الدين تجارته وجمله وحماره ، بسبب طمعه وعدم الرفق بالحيوان.

Exit mobile version