الجنة
الجنة
ماذا يخطر ببالك حين تسمع كلمة الجنة؟
أكيد ستقول ما قال الحبيب صل الله عليه وسلم :
فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وأنا يعجبني قول الإمام الشعراوي رحمه الله :
لو تخيلت أجمل وأغلى وأحلى وأشهى أي شيء ،
فالجنة أفضل من ذلك بكثير ، لأنه خطر على قلبك ، وفي الجنة ما لم يخطر على قلب بشر ،
شيء عجيب.
لكننا نريد أن نقرب الحس للنفس التواقة فماذا عن الجنة؟
إسمع وبالدليل من كلام رب العالمين :
فلو كنت من هواة الجمال ستجد آيات الجمال في أهل الجنة :
” تعرف في وجوههم نضرة النعيم “
ولو كنت من هواة الحلي والمجوهرات ، ففي الجنة :
“يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ، ولباسهم فيها حرير”
ولو كنت من هواة الخدم والحشم ستجد في الجنة :
“يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين”
وإن كنت من هواة الطعام ففي الجنة أشهى ما يؤكل :
“.. وفاكهة مما يتخيرون ، ولحم طير مما يشتهون”
وإن كنت من هواة الراحة والإسترخاء فستجد في الجنة :
” لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ “
أي ليس فيها إرهاق أو تعب.
ولو كنت من هواة اللمة والصحبة المحببة فستجد في الجنة :
“وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا” أي جماعات.
ولو كنت ترى أن الجنة هي التسامح وصفاء القلب ، ففعلا :
“ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا”
إقرأ أيضا: أغلى واو جماعة ذكرت في القرآن الكريم ؟
وإن كنت من هواة المساكن الفاخرة ففي الجنة :
“.. غرف من فوقها غرف مبنية ، تجري من تحتها الأنهار”
وما أدراكم ما غرف الجنة ، وما أجمل سكانها.
ولو كنت ترى أن الجنة هي أهلك وعائلتك ، ففي الجنة :
“والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم”
“جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب”
فترفع درجة الأدنى منهم إلى الأعلى حتى يجتمعون ، وذلك من بركات إجتماعهم في الدنيا على الصلاح.
أما إن كنت لا تعبأ بكل ذلك ،
واحتملت ما احتملت في الدنيا لامتلاء قلبك بحب الله ، وشوقاً للقرب منه ،
وأملا في معيته الحسية ورؤيته عياناً ، فهذه هي “الزيادة” في قوله تعالى :
” للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ، ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون”
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام : (فيكشف الله لهم الحجاب فينظرون إليه عز وجل ،
فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه ، ولا أقر لأعينهم”
والحديث رواه مسلم
فاللهم ارزقنا الفردوس الأعلى من الجنة ، بكل ما فيها من خيرات ، بدون حساب ، ولا سابقة عذاب ،
ومتعنا اللهم بلذة النظر إلى وجهك الكريم ، نحن وآبائنا وأزواجنا ذرياتنا ، ومن أحببناهم فيك.