الحرف الذي لا يعد من الأبجدية

الحرف الذي لا يعد من الأبجدية

في كل حصة للغة العربية يسألني الأستاذ عن عدد الحروف الأبجدية فأجيبه دون تفكير سبعة وعشرون حرفا.

خطأ ، كم مرة أخبرتكَ أنها ثمانية وعشرون.
بل سبعة وعشرون ، أنا متأكد من ذلك.

فيطلب مني أن أمد يدي ليضربني ، وأمدها غير آبه بالألم ، لقد إعتدت على ذلك.

نصحني زميلي في الكرسي بعد أن رأى آثار الضرب على كفي بأن أقول كما يقول الأستاذ لكنني أتجاهله ،

ثم أضع كفي على الحديدة أو بين فخذي لتبرد قليلا.

دعاني مدير المدرسة ذات يوم يستوضح مني ، بعد أن شكاني ذلك المدرس ،

فبدأ يمتدح ذكائي وكم أنني طالب مثابر ومتميز ، لقد أدركت ما يريد مني فقاطعته وقلت له مباشرةً :

إنها سبعة وعشرون حرفا.

ثم إنصرفت وتركته في حيرته يراقب خطواتي وأنا أخرج من الباب.

توجهت نحو المنزل ، مثقلا بحقيبتي الممتلئة بالكتب والدفاتر ،

تفتح لي أمي الباب وتحتضنني كعادتها ، ثم تفتح كفي المنقبضة لترى ما اعتادت أن تراه.

متى ستعقل يا صغيغي ، إنها مشيئة الله.

فأقَبِّل مفرق رأسها وأعِدُها كذباً أن لا أكررها ثم أتجه نحو المطبخ وأنا أحدث نفسي :

إن حرفا لا تنطقه أمي لا يعد من الأبجدية.

إقرأ أيضا: من أجمل قصص إعتناق الإسلام في فرنسا

Exit mobile version