الخاتم المكسور
الخاتم المكسور
كان هناك محل لبيع وصياغة الذهب والمجوهرات وكان يديره رجل كبير بالسن يظهر عليه التطوع والتعلق بالدين وفي ليلة من الليالي ،
دخل إليه رجل وكان معه خاتم مكسور فأعطاه للصائغ ليصلحه.
فأخذه منه الصائغ وبدت عليه علامات الذهول من شكل هذا الرجل فقد كان البياض عنوانه ،
أبيض البشرة ، أبيض الشعر ، وأبيض اللباس ، أبيض النعل ، ذو لحية طويلة وبيضاء.
فقال له الصائغ : هل لك يا سيدي أن تستريح على هذا الكرسي حتى أنتهي من تصليح خاتمك ؟
فجلس الرجل دون أن ينطق بأي كلمة.
وخلال هذه اللحظة دخل رجل وزوجته إلى المحل وبدأوا يستعرضون المحل ،
ومن ثم سألت الزوجة عن سعر عقد أعجبها فقال لها الصائغ :
أعطيني دقيقة يا سيدتي حتى أنتهي من خاتم هذا الرجل الجالس على يمينك ،
فذهل الزوجان من الصائغ وخرجا من المحل مسرعين!
تعجب الصائغ من سبب رحيلهما بهذا الشكل وأكمل عمله فإذا برجل يدخل المحل وبيده إسوارة مكسورة فقال للصائغ :
إني في عجلة من أمري وأريد تصليح هذه الإسوارة فقال الصائغ :
حاضر يا سيدي ولكن دعني أنهي خاتم هذا الرجل يمينك.
وتلفت الرجل يمينا وشمالا ولم يجد أحد !
فقال أجننت يا رجل لا يوجد أحد هنا ، فخرج غاضبا فجن الصائغ من الموقف وبدأ يذكر الله ويقرأ المعوذات.
إقرأ أيضا: قوة الضعف
فقال له صاحب الخاتم : لا تخف أيها الرجل المؤمن إنما أنا مرسل من عند ربك الرحيم لا يراني إلا عباده الصالحين ،
وقد أرسلت لأقبض روحك الطيبة إلى جنة النعيم ،
فكنت قبل قليل بالجنة في بيتك المنير وقد شربت من ماء نهرك العذب وأكلت من بستانك العنب.
فطار عقل الصائغ فرحا وبدأ يحمد الله
وأكمل الرجل قائلا :
كما أني احمل منديلا أخذته من بيتك بالجنة ، فأبشر برائحة الجنة ، فأخرج المنديل من جيبه وقال :
أيها العبد الصالح شم رائحة الجنة فأخذ الصائغ المنديل فشمة شمة قوية ثم قال :
آآآآه إنها رائحة لا تخطر على بال البشر ثم أخذ شمة اخرى أقوى من الأولى.
ثم قال : يا لها من رائحة تذهب العقل يالها من رائحة تذهب العقل ثم أغمي عليه.
بعد فترة ليست طويلة إستعاد الصائغ وعيه وإذا به يتلفت بكل الإتجاهات فوجد أن محله قد سرق بالكامل ولم يبق فيه أي شي !
فقد كانت الرائحة القوية بالمنديل لمادة مخدرة وكان الرجل ذو اللباس الأبيض عضواً في عصابة ،
ومعه أيضا الزوجان والرجل ذو الإسوارة المكسورة.