الرابعة بتوقيت قلبي
جمعتنا الصدفة عندما التقت اعيننا ببعضها البعض بحافلة النقل العام ، وهو يقف أمامي عندما فاتته فرصة الجلوس على أحد المقاعد!
فأشحتْ خجلًا بعينيّ عنه فورًا ورحت اطالع النافذة تارة وتارة الكتاب الذي بين يديّ ،
بينما هو راح يطالع ساعة يده وكأنّه يبحث بين عقاربها على شيء ما!
مرت الأيام ويومًا للصدفة كان المقعد الذي بجانبي هو الشاغر الوحيد ، بعد أن صعد الشاب للحافلة جلس بقربي
وقد ارتبك كلانا ، اشعر أنّي أعرف هذا الوجه منذ زمن بالرغم أنّي لم أراه إلا في ذلك اليوم فقط!
غزت رائحة عطره النفاذ ثيابي ، وبحة صوته فكري عندما تحدثَ لوالدته عبر الهاتف الخلوي يطمئنها أنّه بالطريق اليها وتأخر بسبب زحمة السير.
فتنحنح وسألني بكل أدب : هل بيتكِ بعيد من هنا ؟!
وأكمل قائلًا : هذه ليست المرة الاولى التي آراكِ بها لقد رأيتكِ بالطريق الشرقي يوم الثلاثاء الساعة الرابعة إلا ربع!
الموافق الرابع من شهر ديسمبر على حافلة استراد شرقي المدينة
- تفاجأت مما قاله إنّه يعني أمرًااحقًا كان هذا هو التاريخ؟!
ويل لقلبي كم يهيم بحب من يهتم بالتفاصيل الدقيقة التى لا ينتبه لها أحدًا
مرت أيام والتقينا بنفس الطريقة بالحافلة ،
لقد كان شاب خلوق وانيق وانجذبت لشخصيته الهادئة
واهتمامه بتفاصيل أول نظرة كانت بيننا
فقال لي : وهو يتحاشى التقاء عينيه بي لقد وقعت بحب التفاتة عينيكِ منذ ذلك الحين
- مارأيك للخروج سويًا لتناول القهوة معًا عند الساعة الرابعة من يوم الثلاثاء في كافتيريا أيام زمان ؟
لم اكن اعلم ايطلب موعدًا مني أم هو قرار لا رجعة فيه!
قد صمم لتوقيته وزمانه ومكانه عقل مدبر
فقلت له : سأفكر بالموضوع
ويوم الثلاثاء في الساعة الثالثة والنصف ذهبت للكفتيريا مبكرة ، وتركت رسالة مغلفة بها بعض الكلمات ورقم جوالي بأسفلها مع النادل هناك ،
ووصفت له الشاب وطلبت منه اعطائه الرسالة إن جاء ومضيت لبيتي عمدًا مخلفة حسرة بقلبي ومخفية اعجابي بشخصيته الجذابة والأنيقة ؛
وأنا متاكدة أن ذلك الرجل – مدمن التفاصيل- ،
لابد أنه سينزعج عن تخلفي عن موعده المحسوب بالدقيقة لا بل سيحذفني من تواريخه وعقله ربما للأبد! ،
وعندما وصل و أعطاه الرسالة النادل
كنت قد كتبت بها :
أتعلم فـ واللهِ لم أُحب أحدًا مثلكَ ولكن أي حب ذاك الذي يجعلني أعصي الله من أجله؟
كيف لي أن أتجنب رسائل الله وفي كل مرةٍ الإمام يقرأ
إقرأ أيضا: ما الفرق بين الأم والأب ؟
“ولكن لاتواعدُوهن سرًا”
فرأيت بداخلي شيئًا يُناقض هذه الأيات،
اعذرني كيف لي أن أكون سبباً في عذابكَ يوم القيامة و أنا هنا أخشى على قدميك من وقفة طويلة بالحافلة ،
من برد ديسمبر أن يلاطم
حسن وجهك البشوش ولحيتكَ الناعمة تلك
اخشى عليكَ من نسياني بعد هذه الكلمات
أحبتتكَ بكل ما أوتيتُ من حُب ولكن “حب الله” يمنعني من المواصلة!
لقد كتبَ لي رسالة نصية فور قرائته لرسالتي البسيطة وارسلها لي :
انها الرابعة بتوقيت قلبي الأن ولايهمني الرابعة التى مضت منذ دقائق!
لاتعتذري لقد شعرتُ أن فتاة اتخذت من الحياء زينة لها منذ أول نظرة لن تأتي للموعد! .
لقد سبقكِ حدسي وأخبرني بذلكَ ، والأن أقول لكِ لست منزعج منك بل
(عقدتي قلبي بقلبكِ) للأبد
وأنا سأختم رسالتي لكِ
( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
اكتبي لي عنوان بيت أهلك بالتفصيل فضلًا لمّحت لكِ سابقًا عن عنوان بيتكم لكنكِ أجبتي بأخر الشارع فقط
فأي كلام و حديث يحكى و كلام الله في القرآن يتلى!
(ف حبكِ قربٌ و حب الله أقربُ )
لعلي أكون من المفلحين فأفوز بكنز مثلك والله بالدنيا عظيم
وسيبقى ذلك التوقيت الأجمل في حياتي عندما التقيتكِ ،
وكل تفاصيل أيامي بوجودكِ ستكون بجمال ورقة الساعة الرابعة بتوقيت قلبي
سأعدكِ ولكن ليس سرًا ، أمام من انحنى ظهره في تربية بنت فاضلة مثلكِ وأم حملت لي بأحشائها ضلع مني وها أنا آتي لأسترده.