Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الحب في الحياة

الزوجة الحكيمة الجزء الأول

الزوجة الحكيمة الجزء الأول

عماد رجل بأواخر الأربعينات ، ميسور الحال ، يعمل مديرا لقسم الشؤون المالية بأكبر شركة تجارية في المدينة ،

كان مثالاً للزوج والأب الذي يُقتدى به ، ومضرَب المثل لكل من يعرفه.

فقد كان يمضي أوقات فراغه ويوم إجازته مع زوجته وأولاده الثلاث ، فحالما يخرج من عمله يكرِّس كل لحظة لقضاء وقته معهم ،

ويرافقهم لكل الأماكن التي يودّون الذهاب إليها.

أمضى كل حياته على نفس الحال ، إلى أن دعاه صديقه لحضور حفلة أقامها فرحاً بتخرج ابنته مها من كلية الإقتصاد.

عندما رآها عماد لم يصدق أنها ذاتها التي كان يراها تلعب بالدمى ، فقد أصبحت شابة تلفت الأنظار إليها بإطلالتها الفاتنة.

ناداها والدها لتلقي التحية عليه ، فلفت انتباهها بإطلالته الأنيقة التي توحي بالثراء ،

ولأنَّ الشيبَ كان يغطي شعره ، فقد ازداد وقاراً على وسامته ،

وبلحظة شعرت أنَّه الرجل المناسب الذي ستستطيع أن تغيظ حبيبها السابق به كونه تخلى عنها ليخطب امرأة ثرية تكبره بخمسة عشر عاما.

بعد أن انتهت الحفلة طلبت مها من عماد أن يعطها رقم هاتفه لعلها تتواصل معه لمساعدتها في الحصول على عمل بحكم منصبه الإداري ،

كونها حديثة التخرج ولن تستطيع إيجاد عمل بسهولة دون توصية من أحد.

بدأت بالإتصال به تارةً ومراسلته تارةً أخرى في الليل والنهار لتذكيره بأن يسعى لإيجاد وظيفة لها ،

واستمرت بالتواصل معه على الرغم من أنه قال لها مراراً وتكراراً نفس الإجابة :

صدقيني ، حالما أجد لكِ شاغراً سأتصل بكِ على الفور.

فقالت له ذات مرة : أريد أن أدعوك لاحتساء القهوة في وقت فراغك ، لأعتذر على اتصالاتي المتكررة.

على الرغم من أنه قال لها بلباقة : لا داعي للاعتذار تلميحاً بأنه لا يريد مقابلتها ، لكنها أصرت على اللقاء به.

إقرأ أيضا: الزوجة الحكيمة الجزء الثاني

ارتَدَت أجمل ثيابها وظهرت بإطلالة تجعلها تبدو أكبر من عمرها لتحاول لفت انتباهه قدر الإمكان ،

وما إن رأته حتى بدأت بسيل من كلمات المجاملة والإطراء :

بحياتي لم أرَ رجلاً بوسامتك ، أقسم لكَ أنه لم يلفت انتباهي رجل سواك ، ولا أعتقد أنه سيستطيع رجل أن يملأ عيني مثلك.

فردَّ بارتباك : أيُّ وسامة يا ابنتي ، ألا تري الشيب يغطي شعري؟!

فانتفضت قائلة : لا تقل لي ابنتي ، فأنا لست ابنتك ، ولا أريد أن أسمع تلك الكلمة منكَ على وجه الخصوص ،

فأنتَ لا تعرف أنَّ شيبك الذي لا يعجبك هو الذي جعلني أُعجَب بكَ من أول نظرة وأريد أن التقط صورة لنا في هذه اللحظة ،

لأنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وأفتخر أمام الناس أني أحتسي القهوة مع أجمل رجل في المدينة.

كادَ أن يذوب خجلاً عندما التقطت الصورة ، وبعد أن احتَسَيا القهوة وهي تتحدَّث عن تفوقها في جميع المواد الدراسية ،

طلبَتْ منه أن يدعوها في المرة القادمة لتناول الغداء.

بعد أن صعدَتْ لسيارة الأجرة التي أوقفها لها ، نشرَت على جميع مواقع التواصل الاجتماعي صورتها معه ،

وطلبَت من الأصدقاء المشتركين بينها وبين حبيبها السابق أن يقوموا بالإشارة إليه ليراها ،

ولأنَّها لم تكن بباله على الإطلاق ، طلبَ من أحد أصدقائهما أنْ يخبرها بأنه على وشك الزواج من خطيبته.

كان ذلك الخبر كالصاعقة التي ضربَت رأسها وبلحظة انهارت كل أحلامها بإغاظته وإعادَته لها راجياً عفوها ،

فقررَتْ أن تبذل قصارى جهدها لتجعل عماد زوجاً لها ، لتستطيع الحصول على أكبر جزء من أملاكه ،

ثم تفتعل المشاكل وتقوم برفع دعوى خلع ، لتجعل حبيبها يعود لها متوسلاً أن تسامحه بعد أن تصبح صاحبة أملاك.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?