الزوجة الحكيمة الجزء الثاني
الزوجة الحكيمة الجزء الثاني
لم ينم عماد بتلك الليلة التي سمع بها كلمات الإطراء من مها ، فلم يخطر بباله قط أنه ومع تقدمه في العمر ،
لا يزال يجذب الفتيات صغيرات السن له.
فشعر كأنَّ كلام مها قد أعاده إلى الوراء عشرين سنة ، فلم يجد من نفسه إلا أن اتصل بها في اليوم التالي ليدعوها لتناول الغداء لعلها تُسمِعُه كلمات إطراءٍ مماثلة.
حلق قلبها من الفرح لاتصاله وأيقنَت أنها استطاعت إيقاعه بشباكها ،
وأنه لن يأخذ معها وقتاً طويلاً حتى تستطيع إطعامه الطُعمَ وتجعله يطلب يدها للزواج.
اغتنَمَتْ اللقاء الثاني لهما وطلبَتْ منه أن يتحدث عن حياته الخاصة ،
وأخبرته أنها عرفت من والدها أنه متزوج ولديه ثلاثة أولاد ، وهذا ما زاد إعجابها به كونها تحب الرجل المسؤول عن عائلة ،
لأنه أهل للمسؤولية عكس شباب جيلها الطائشين.
أيقن عماد أنها وقعت بحبه كونها وجدَت به ما لم تجده بشباب جيلها مما جعله يجيب على اتصالاتها في كل مرة بلهفة أكثر من السابق ،
ويدعوها لاحتساء القهوة وتناول الغداء بشكل يومي ، وتدريجياً لم يعد يستطيع قضاء يوم إجازته مع زوجته وأولاده ،
حتى سهرة الخميس التي كانوا يجتمعون بها لمشاهدة التلفاز ،
فبأيام كان يقضي أوقاته مع مها على تطبيق الدردشة لساعات متأخرة من الليل ،
وبأيامٍ أخرى يقابلها في المطاعم والمقاهي.
وما زاد من تعلقه بها أنها لم تعد ترغب في العمل لكي تقضي كل أوقاتها معه ، ولا تسمح لشيء بتشتيت تركيزها عليه.
إقرأ أيضا: الزوجة الحكيمة الجزء الأخير
لأنَّ عماد لم يستطع التمثيل على زوجته بأنه لا يزال يحبها ، أيقنَت أنَّ شريك حياتها لم يعد كما كان ،
وأصبحَت تشعر كأنه غريب عنها وكأنها لم تعش معه عشرون سنة من حياتها على الضراء والسراء.
على مدار ثلاثة أشهر اعتقدت زوجته بأنه متعب نفسياً من ضغط العمل الملقى على عاتقه فحاولت أن تقف جانبه قدر المستطاع ،
كأن تسأله بشكل يومي عن يومه كيف أمضاه لعله يرتاح إن اشتكى أمامها عن ضغط العمل ، ولم تتوقف عند الكلام فقط ،
بل كانت تقوم بتدليك أكتافه ورأسه وتوفير جو هادئ بأن تجعل أولادهم ينامون بوقت أبكر ،
وتحضير أجواء رومانسية لعلها تستطيع إعادته كما كان.
لكن وبرغم كل محاولاتها معه وبشكل يومي ، كان معها جسداً بلا روح فأيقنَت أنَّ عقله وقلبه في مكان آخر مع امرأة أخرى.
بعد مضي فترة من الزمن ، بدأَتْ مها بتزويد ضخّ سمها في قلبه ، فقد أصبحَت تِطلب منه أن يقوم بالحلفان أمامها بأنه لن يقترب من زوجته إطلاقاً ،
لأنها تشعر أنه يخونها معها ، إلى أن أصبح عماد يشعر بالنفور التام من زوجته ،
وأصبح يراها كالنحس الذي يشاركه حياته ويمنعه من الاقتراب من حب حياته.
بعدَ تبدُّله الكُلِّي ، أيقنَت زوجته أنَّ أيامه معها ومع أولاده باتت معدودة ،
مما جعلها تُعِدُّ له مكيدة على أمل إصلاح علاقتهما قبل أن يكون الطلاق نهايتها.
يتبع ..