الزوج وصحن البامية
ﻛﻨﺖ ﻣﺸﻐﻮﻻ ﺟﺪﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﺍﻷﺥ:
ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻙ ﺍﻵﻥ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﺓ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ
ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺟﺪﺍ ، ﺩﻋﻬﺎ ﻟﻐﺪٍ
ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻃﻠﻖ إﻣﺮﺃﺗﻲ !
“ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ! ﻃﻴﺐ ﺁﺗﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ: ﺧﻴﺮﺍً ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ؟ ﻣﺎ ﻣﺸﻜﻠﺘﻚ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻚ؟
ﻣﻬﻤِﻠﺔٌ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ، ﻣﻬﻤِﻠﺔٌ ﻷﺑﻌﺪ ﺣﺪ! ﺗﺼﻮﺭ ﺃﻧﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻨﻬﻜﺎ ﺟﻮﻋﺎﻥَ ،
ﻓﻮﺿﻌﺖ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺻﺤﻦ ﺍﻟﺒﺎﻣﻴﺔ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺑﺎﺭﺩ ، ﻭﺍﻟﺮﺯ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺭﺩﺍ!
ﻧﺎﺩﻳﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ : ﺃﺗﻌﺐ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻵﻛﻞ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﺑﺎﺭﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ؟! ﻫﻞ ﻫﺬﺍ إﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻲ ﻭﻟﺘﻌﺒﻲ؟!
ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﺃﻳﻀﺎ ، ﻣﺸﺮﺗﺤﻴﻦ ، ﻻ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﻤﻈﻬﺮﻫﻢ! ﻗﻤﺼﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﻃﻴﻠﻬﻢ ، ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ،
ﻭﻳﻨﺰﻟﻮﻥ ﻟﺒﻴﺖ ﺃﻣﻲ ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ! ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ!
ﺳﺄﻟﺘُﻪُ: ﻫﻞ ﺗﺼﻠﻲ ﺯﻭﺟﺘﻚ؟
ﻗﺎﻝ: ﺣﺘﻰ ﻫﺬﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ، ﺗُﻘﻄِّﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ.
ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ، “ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺮُﺩَّﻙ”…تستحق ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻟﻚ!
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ؟
ﻷﻧﻚ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺤﻖ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺗﻬﻤﻞ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ!
ﻏﻀﺒﺖ ﻣﻦ ﺻﺤﻦ ﺍﻟﺒﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﻗﻤﺼﺎﻥ ﺃﻭﻻﺩﻙ “ﺍﻟﻤﺸﺮﺗﺤﺔ”،
ﻭﻟﻢ ﺗﻐﻀﺐ ﻹﻫﻤﺎﻝ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻜﻢ ﺭﺍﻉ ﻭﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ.
ﻟﻢ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻚ.
ﻟﻮ ﺃﻧﻚ ﻋﻈَّﻤﺖ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻌﻈَّﻢ ﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﻘﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻟﻜﻨﻚ ﺍﺳﺘﻬﻨﺖَ ﻓﺎﺳﺘﻬﺎﻧﺖ.
إﺫﻫﺐ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻗﻞ ﻟﻬﺎ: ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻨﻚ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺷﻴﺌﺎ ،
ﻭﻟﻦ ﺃﺧﺘﻠﻒ ﻣﻌﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ.
إقرأ أيضا: رجل كان له عم لا يصلي وقد بلغ من الكبر عتيا
ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ : ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻘﻴﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﻚ ، ﻷﻧﻲ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻣﻊ إﻣﺮﺃﺓ ﻣﺸﻜﻮﻙ ﻓﻲ ﺇﺳﻼﻣﻬﺎ ﺑﺈﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﺼﻼﺓ.
ﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ: ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺻﺤﻦ ﺍلبامية ﻭﻗﻤﺼﺎﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ! ﺑﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ.
ﺫﻫﺐ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻭﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻧﺼﺤﺘﻪ ﺑﻪ ، ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺃﺭﺳﻞ ﻟﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺃﻧﻪ ﻭﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻳﺪﻋﻮﺍﻥ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ.
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻤﺎ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ.