إسلام

السلطان الذي ألقى بخوذته على الأرض

السلطان الذي ألقى بخوذته على الأرض

حينما أحاطت قوات المسلمين بالتتار إحاطة السوار بالمعصم في موقعة عين جالوت وتم حصار قوات التتار داخل سهل عين جالوت ،

ظهر قوة وتفوق ميمنة التتار وبدأت تضغط على الجناح الأيسر للقوات الإسلامية.

وبدأت قوات المسلمين تتراجع تحت الضغط الرهيب للتتار ،

وبدأ يخترقون الميسرة الإسلامية وبدأ الشهداء يسقطون في أرض الموقعة ،

ولو أكمل التتار اختراقهم للميسرة فسيلتفون حول الجيش الإسلامي وتتعادل الكفتان بذلك.

وكان قطز رحمه الله يرى المعاناة التي تعيشها ميسرة المسلمين ،

فدفع إليها بقوات احتياطية ولكن الضغط التتري استمر والمسلمون يتساقطون ، وبدأ البعض يشك بالنصر.

لم لا فكل يعرف أن التتار كان قد قيل عنهما أنهم لا يهزموا ،

لكن الموقف تأزم جدا رغم نزول كثيرا من قوات الاحتاطية إلى أرض المعركة هنا لم يجد السلطان قظز إلا حلا واحد لا بديل عنه.

وهو أن ينزل إلى المعركة بنفسه في هذا الوقت ، لابد أن يثبت جنوده بالطريقة التي اعتادها معهم ،

طريقة القدوة لابد أن يوضح لجنوده بطريقة عملية الموت في سبيل الله نحن نريد الآخرة وهم يريدون الدنيا وشتان بين الفريقين.

ألقى السلطان بخوذته على الأرض تعبيرا عن اشتياقه للشهادة وعدم خوفه من الموت ،

وأطلق صيحته الشهيرة التي تردد حتى الآن واإسلاماه واإسلاماه ، والتي قلبت موازين المعركة.

ألقى قظز بنفسه وسط الأمواج المتلاطمة من البشر وفؤجئ الجنود بوجود السلطان المظفر في وسطهم يعاني مما يعانون ويشعر بما يشعرون ويقاتل كما يقاتلون.

هنا التهب حم..اس الجنود وهانت عليهم جيوش التتار وحملوا عليهم وانطلقوا في جسارة نادرة يصدون الهجمة التترية البشعة.

إقرأ أيضا: قصص عن الزهد في الدنيا

اشتعل القتال في سهل عين جالوت وعلا صوت الفلاحين بتكبير ،

ولجأ المسلمين إلى ربهم في هذا اليوم الذي لن ينسى في تاريخ البشر إلى قيام الساعة.

وقاتل قظز قتالا عجيبا ، ثم صوب أحد التتار سهمه نحو قظز فأخطاه ولكنه أصاب الفرس فمات.

فترجل السلطان رحمه الله وظل يقاتل على الأرض وقاتل ماشيا لا خيل له وما تردد لحظة وما نكص على عقبيه وما حرص على حياته.

1 3 4 10 1 3 4 10

ورآه أحد الأمراء وهو يقاتل ماشيا فجاء إليه مسرعا وتنازل له عنه فرسه ،

إلا أن قطز رفض ذلك وقال : ما كانت لأحرم المسلمين نفعك! وظل رحمه الله يقاتل ماشيا إلى أن أتوه بفرس من الخيول الاحتاطية.

وقد لامه بعض الأمراء على ذلك وقالوا له : لم لم تركب فرس فلان؟

فلو أن بعض الأعداء رآك لقتلك وهلك الإسلام بسببك.

قال السلطان رحمه الله : أما أن كنت أروح الجنة وأما الإسلام فله رب لا يضيعه ،

وقد قتل فلان وفلان حتى عد خلقا من الملوك مثل عمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم.

فأقام الله للإسلام من يحفظه غيرهم ولم يضع الإسلام.

المصدر : البداية والنهاية ابن كثير جزء 13 ، صفحة 222.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?