السمكة والخاتم حكاية من التراث الشعبي في إنجلترا
كان يا مكان في قديم الزمان “بارون ثري ونافد من البلاد الشمالية ، وكان ساحرا عظيما ، يعرف كل شيء يمكن أن يحدث.
ذات يوم حين كان إبنه في سن الرابعة ، نظر في” كتاب القدر” ليرى ماذا يمكن أن يحدث له.
ولدهشته وغضبه ، وجد أن هذا الإبن سوف يتزوج فتاة من الطبقة الفقيرة ، ولدت توا ،
في منزل يقع تحت سيطرة وزير “يورك”.
كان البارون يعرف أن والد الفتاة الصغيرة فقيرة جدا وله خمسة أطفال ،
وهكذا أرسل في طلب حصانه ، وشد الرحال إلى” يورك” ومر بالقرب من منزل الأب ، ورآه جالسا خلف الباب ،
حزينا وبائسا ترجل عن حصانه ، وذهب إليه وقال : “ما خطبك أيها الرجل الطيب؟”
وقال الرجل : “حسنا يا معاليكم ، المسألة هي أن لي خمسة أطفال ، وأتت السادسة ، وهي إبنة صغيرة ،
ولا أعلم كيف أحصل لهم على الخبز لكي أسد أفواههم”.
قال البارون : “لا تبتئس يا صاحبي ، إذا كانت تلك هي مشكلتك ، فأنا أستطيع مساعدتك ،
سوف آخذ البنت الأخيرة ، الصغرى وأريحك من همها.
قال الرجل : شكرا جزيلا لك ، يا سيدي ، وذهب إلى الداخل ، وأحضر الرضيعة ،
وأعطاها للبارون الذي امتطى حصانه ، ومضى عائدا بها ، وحين وصل إلى ضفة النهر” أوس” رمى بالصغيرة إلى النهر ،
وعاد أدراجه إلى قلعته لكن الرضيعة لم تغرق ، فقد أبقتها ملابسها طافية ، لبعض الوقت وظلت تطفو وتطفو ،
حتى قذفتها المياه قبالة كوخ أحد صيادي الأسماك.
هناك وجدها الصياد ، وأشفق على المخلوقة الصغيرة الفقيرة وأخذها إلى منزله ،
وعاشت هناك حتى بلغت سن الخامسة عشرة ، وأصبحت فتاة جميلة حسناء.
ذات يوم حدث أن خرج البارون في رحلة صيد مع بعض الأصحاب ، على ضفتي نهر” أوس” ،
وتوقف عند كوخ صياد السمك ليشرب بعض الماء ، فخرجت الفتاة لتقدمه له ، لفت جمالها نظر الجميع.
إقرأ أيضا: قصة النبتة العجيبة
وقال أحدهم للبارون “تستطيع أن تقرأ الأقدار ، يا بارون ، من تراها سوف تتزوج؟”
أجاب : “آه! من السهل أن أخمن هذا! أحد الفلاحين الأجلاف ، أو ما شابه ، لكنني سأقرأ لها برجها.
تعالي يا بنت قولي لي ، في أي يوم ولدت؟”
قالت الفتاة: “لا أعرف يا سيدي لقد عثر علي في هذا المكان ، بعد أن حملني مجرى النهر ، قبل خمسة عشر عاما” .
عرف البارون، عندئد من تكون ، وحين غادروا ، قفل راجعا إلى الفتاة وقال لها :
” اسمعي يا بنت سوف أجعلك غنية ، خدي هذه الرسالة إلى شقيقي في سكاربورو ، وسوف يتحسن حالك مدى الحياة.
أخذت الفتاة الرسالة ، وقالت أنها سوف تذهب وهذا ما كان قد كتبه في الرسالة :
( أخي العزيز ، خذ حاملة الرسالة واقتلها على الفور المخلص ألبرت)
توجهت الفتاة حالا إلى سكاربورو ، وأمضت ليلة واحدة في نزل صغير ،
وفي تلك الليلة اقتحمت عصابة من اللصوص النزل ، وفتشوا الفتاة ، التي لم تكن تملك نقودا ، فقط تلك الرسالة.
فتحوا الرسالة وقرأوها ، ورأوا أن مضمونها معيب ، وأشفقوا على الفتاة ،
فأخذ قائد اللصوص قلما وورقة وكتب هذه الرسالة.
( أخي العزيز خذ حاملة الرسالة ، وزوجها لإبني في الحال المخلص ألبرت )
بعدئذ أعطى الرسالة للفتاة في الحال وأمرها بالرحيل.
فتابعت سيرها إلى منزل شقيق البارون ، في سكاربورو وهو فارس نبيل كان يمكث عنده ابن البارون ،
حين أعطت الفتاة الرسالة إلى شقيقه ، أعطى فورا الأوامر بإقامة حفل الزفاف ، وتزوج الإثنان في اليوم ذاته.
بعد وقت قصير ، زار البارون نفسه قصر أخيه ، وكم كانت دهشته كبيرة حين اكتشف أن الذي خطط له ذهب أدراج الرياح ،
لكنه رفض أن يقبل بالهزيمة ، واصطحب الفتاة في نزهة قصيرة كما قال لها ، بمحاذاة جروف شاهقة ،
إقرأ أيضا: حكاية عصفور وجرادة الجزء الأول
وحين أضحى وحيدا كليا مع الفتاة ، أمسكها من ذراعيها وكان على وشك أن يرميها من هناك ، لكنها توسلت إليه كثيرا ،
طلبا للنجاة بحياتها وقالت : “
لم أفعل شيئا ، ولو أنك تصفح عني فسوف أفعل كل ما ترغب به ،
لن أراك ولن أرى إبنك حتى ترغب انت بذلك.
خلع عندئذ البارون خاتمه الذهبي ورماه في البحر قائلا : “لا تدعيني أرى وجهك حتى تأتي لي بهذا الخاتم ، وسمح لها بالذهاب وشأنها.
تاهت الفتاة المسكينة على وجهها ، حتى وصلت أخيرا إلى قصر أحد النبلاء وطلب عملا هناك فعينت مساعدة للطاهي ،
وهذا عمل اعتادت القيام به في كوخ صياد السمك.
ذات يوم ، ممن ترى جاء إلى القصر ، سوى البارون وشقيقه وإبنه زوجها ، لم تعرف ماذا تفعل ،
وظنت أن أحدا لن يراها في مطبخ القصر.
عادت إلى عملها وهي تتنهد ، وجلست تنظف سمكة كبيرة سوف تطهى من أجلهم للعشاء.
وبينما هي منهمكة في تنظيفها رأت شيئا يلمع في أحشائها. ، “وماذا تظنها وجدت هناك؟ “
رأت خاتم البارون ، الذي كان قد رماه من أعلى الجرف باتجاه البحر في سكاربورو.
شعرت الفتاة بفرح كبير للعثور عليه ، وطهت السمكة على أفضل وجه ممكن ، وقدمتها للمدعوين.
حسنا ، حين وصلت السمكة إلى المائدة ، أحبها الضيوف كثيرا ، وسألوا النبيل عن اسم الطاهية التي حضرتها ،
قال إنه لا يعلم ، لكنه استدعى خدمه وأرسل في طلب الطاهية التي حضرت هذه السمكة اللذيذة. ،
وهكذا نزلوا إلى المطبخ ، وقالوا للفتاة إنها مطلوبة في القاعة الرئيسية.
نظفت وجهها ، ورتبت نفسها ووضعت خاتم البارون في إصبعها وصعدت إلى القاعة.
حين رأى الضيوف هذه الطاهية الجميلة والشابة ، أخذتهم الدهشة ، لكن البارون كان في قمة غضبه ،
وحدق بها كأنه ينوي إنزال عقاب شديد بها ، لكن الفتاة ذهبت إليه ويدها التي تحمل الخاتم ممدودة أمامها ،
ثم خلعته ووضعته على المائدة.
وأدرك البارون في تلك اللحظة أن لا أحد يستطيع محاربة القدر ، وطلب لها مقعدا وأعلن على الملأ أنها زوجة إبنه الحقيقية ،
واصطحبها مع إبنه إلى قصره وعاشوا جميعا سعداء حتى آخر حياتهم.