الشاعر أبو نواس عاش طوال حياته مشهورا بالمجون

الشاعر أبو نواس عاش طوال حياته مشهورا بالمجون والإنغماس في المعاصي والشهوات ،

والتحريض على ترك المساجد واستبدالها بكل مكان رديء ،

وزاد أبو نواس من مجونه وخلاعته ، حتى اشتهر بالفسق وشرب الخمر فلُقِّب بِشاعر الخمر.

لدرجة أنه وصل بشعره يقول محرضا على ترك المساجد والإتجاه إلى الخمارات مستندا بما تلاعب به من ألفاظ القرآن الكريم :

دع المساجد للعبّاد تسكنها
وطُف بنا حول خَمَّار لِيُسقينا

ما قال ربُكَ ويلٌ للذين سكروا
ولكنّ قال ويلٌ للمُصلينَا.

لما سمع الخليفة هارون الرشيد قوله الذي شاع عنه ، أراد ضرب عنقه لأشعاره الماجنة.

فقال له أبو نواس : يا أمير المؤمنين الشعراء يقولون ما لا يفعلون فعفا عنه الرشيد.

إختلف الناس عند وفاة أبي نواس حول شخصيته وإيمانه ، فمنهم من وصفه بالمجون ، والفسق ،

ومنهم من تجاوز ، إلا أن وفاته لها قصة شهيرة مع الإمام الشافعي رضي الله عنه.

فلما مات أبو نواس لم يُرِد الإمام الشافعي رحمه الله أن يصلي عليه!

وحين هم الناس بتغسيل أبي نواس وتكفينه ودفنه ، وجدوا في جيبه وهم يغسلوه ورقة مكتوب عليها هذه الأبيات :

يا رب إن عظُمت ذُنُوبي كَثرةً
فلقد علمتُ بأن عفوك أعظم

إن كان لا يرجوك إلا مُحسِنٌ
فبمن يلوذُ ويستَجِيرُ المُجرِمُ

أدعوك ربي كما أمرت تَضرُعاً
فإذا رَدَدتُّ يدي فمن ذَا يَرحمُ

مالي إليك وسيلةٌ إلا الرَجَا
وجَميلُ عَطفِكَ ثم إني مُسلِمُ.

إقرأ أيضا: كما تدين تدان

فذهب الناس إلى الإمام الشافعي وأبلغوه بما رأوا في جيب أبي نواس ، وأعطوه الورقة ،

فلما قرأها الإمام الشافعي بكى بكاءً شديداً وقام للصلاة عليه وجميع من حضر من المسلمين ، قائلًا والله إنها لحسن الخاتمة.

Exit mobile version