الشقية

الشقية

في يومٍ جلست أتابع التلفاز وصدفة وأنا أشاهد مقطع من مسلسل قديم ،

اذ أخيرًا تزوج البطل من البطلة بعد حب طويل وأحداث كثيرة ، وكانت العروس رائعة جدًا بفستانها الأبيض !

بعدها أخذت أقلب المحطات من الأخبار إلى الفاشن ومن شدة ضجري قمت وأطفأت التلفاز ورميت الريموت كنترول على الأريكة الاخرى بكل جديّة ،

حتى إني نسيت أن والدي جالس على الأريكة المقابلة كان منهمك بعمله كالعادة على الحاسوب وقمت على عجلة حتى إني تعثرت بالطاولة التى أمامه.

نظر إلي والدي بنظرته المعتادة من فوق النظارة ما هذا ابنتي ما بكِ تتقاتلين مع الأشياء بهذا الشكل اعيدي التلفاز على الأخبار.

ضحكت عفوًا أبي نسيت أنكَ هنا وقمت وأعدت تشغيل التلفاز له من جديد ،

ثم عدت إلى مكاني كانت تجوب برأسي أفكار لماذا حظي هكذا لم يتقدم لخطبتي رجل يلائم متطلبات والدي أي مثقف ومتعلم وكريم أخلاق ،

ويقول لي دومًا أنت صغيرة إلى أن تنهي جامعتك تبًا للدراسة ، مثل جدتي عندما كانت من عمري كانت أم لوالدي ولأعمامي الثلاثة ،

وكانت على زمانها بنت الثمانية عشر تسمى عانس هكذا كانت تحكي لي ، اووه انا عانس تبا لي ولحظي العاثر وضربت بيدي على وجهي.

نظر والدي إلي وضحكَ يا ابنتي : ” أأنتِ بخير ” ؟!
تتحدثين مع نفسك كالمجانين ؟

وقفت على عجلة وقلت : ”لا يارأبي الحنون ” لقد نسيت أن أعد لكَ قهوتكَ السادة وكنت أخطط لأن أقوم بإعدادها لكَ الآن حالًا عن ازنكَ !

إقرأ أيضا: لا تجادل أمك حتى لو كنت على حق

رمقني أبي بنظرة تعجب واندهاش وضحكَ ما شاء ابنتي القهوة تريد منكِ كل هذا التفكير ( الله يهدي بالك )

ثم وبطريقي لصنع القهوة له واذ برقم غريب يرن على شاشة هاتف والدي النقال.

فقال لمن هذا الرقم أخره أربعة خمسة ثمانية من هذا أول مرة أشاهد هكذا رقم لنرى من ؟!

وقام بالرد عليه مجيب وعليكم السلام نعم من :

-وأخذ يقول من أنتَ ابن من ، اهاا ، عرفتكَ ،اعرف والدكَ جدًا نعم.

وانا وقتها قد تجمدت في مكاني واعتلت الفرحة على وجهي وكأنه العريس المنتظر( فارس احلامي)

من طريقة كلامه معه بعد أن ارتفع صوت ضحكي أخذ أبي يرمقني بغضب ويلوح لي أن أخفضه وأن ألتزم الهدوء .

وأستمر بالحديث مع المتصل مجيب :

نعم صحيح إنها ” بيضاء ، وكل شيء بالدنيا قسمة ونصيب

إن كان لك نصيب بها ستكون لكَ بإذن الله.

وأنا من شدة ما أصابني من خجل وضعت كلتا يدي على وجهي اووه أنه يتحدث عني واحمرت وجنتاي خجلًا.

واكمل ابي من دلكَ عليها يا بني – أنتَ تعلم يجب أن نعرف كل التفاصيل ونسأل قبل الإتيان بأي خطوة لأن الموضوع يا ولدي ليس بهذه البساطة.

المسالة تحتاج قدومكَ إلى منزلي لنتحدث بكل صغيرة وكبيرة ولتراها أولًا ، وبعد أن أتحرى وأقوم بأخذ كل المعلومات عنكَ ، سأتصل عليكَ ونتفاهم
( وان شاء الله خيرًا) !

وبعد كل هذا الذي سمعته ازدادت نبضات قلبي وقلت في نفسي أخيرًا سأتزوج وألبس فستان أبيض ناصع وسيكون فرحًا كبيرًا واستدعي عليه كل صديقاتي حتى تلك التي لم تستدعيني لحفلة زفافها لا يهم وسيؤلمني رأسي من التجهيزات والتحضيرات

والله سيكون صداع لذيذ وقتها يا سلام لا اصدق ماتسمعه عيني وتراه أذني هههه بسبب الفرحة تلعثمت كلماتي بهذا الشكل حتى !

إقرأ أيضا: تعطلت سيارته ليلاً فطرق باب سيدة عجوز في السبعين

بعد أن انتهى والدي من مكالمته ركضت نحوه وقبل أن يقول أي شيئا استبقت الحديث ،

قلت له يا أبي الحنون أعلم أن ذلك الذي على الخط هو رجل يريد خطبتي أرجوك لا تتعبه بالأسئلة والطلبات فيذهب
كما فعلت مع من سبقه من الشبان !

ثم الرسول صل الله عليه وسلم حث من ترضون دينه فزوجوه ، أنا هذه المرة سأُضرب عن الدراسة ،

لأني لا أستطيع الإضراب عن الطعام فأموت جوعا مثل المرات السابقة.

وسأعدك أن أكمل دراستي بعد الزواج ما عدت صغيرة ها انظر الي ، عفوًا أبي مابكَ ؟!

وهو في ذهول لمى أقول كانت عيونه ستخرج من مكانها من شدة التعجب !!

وبعدها انفجر بالضحك وقال :
(هي يا بنت) أين ذهب عقلكِ جننتي أنتِ كفِ عن المبالغة !؟

أجبته لا يا أبي لا أبالغ إنها الحقيقة ثم أنتَ من علمنا على قول الصراحة دون بهتان أو زور!

اكمل والدي بعد أن وضع يده على جبهتي يبدو أنكِ تعانين من حرارة يا صغيرتي ، رويدكِ رويدكِ

ضاحكا : اي عريس عن ماذا تتكلمين ثم هذا المتصل :

مندوب لوكالة سيارات ، سيقوم بشراء سيارة الشركة البيضاء التيوتا المركونة في الخارج لأني أخبرت المهندسين بالبحث عن بيع لهذه السيارة منذ فترة.

وهم أعطوه الرقم وسيأتي ليراها غدًا ليفحص المحرك قبل الاتيان بأي خطوة بيع أو شراء لا زواج ولا هم.

انصحكِ ابنتي بالذهاب للنوم بعد أن تعدي لي القهوة الأن وحاولي التخفيف من مشاهدة التلفاز ، اتفقنا !

ضحكت ماذا سيارة وبيضاء لكن يا أبي أنا ، ظننت

أعلم يا شقية (إن بعض الظن إثم)لذلك كنت تتقاتلين مع الأشياء اها الأن فهمت!
(الله يهديكِ )

Exit mobile version