الصاحب الصالح قرة للعين والقلب ، فكل صحبة يدخلون الجنة سويا!
تفقدوا بعضكم في كل حين ، فهذا الزمان كفيل بتغيير أي قلب مهما كان ثبات صاحبه.
رحم الله الصالحين الأولين ، كانوا يتفقدون إخوانهم فيسألون عن آخرتهم خوفا عليهم من ضياع الإيمان ،
ويسألون عن دنياهم خوفا عليهم من العوز ، وهم بين الأحباب والإخوان.
ما آخاك أخوك لتلاطفه وتمازحه عند النعمة ،
وإنما لتؤازره في أمر دينه ودنياه عند المحنة.
تفقدوا أحبابكم فهم من أجمل عطايا ربكم ،
ويكفيكم ويكفيهم أن الجنة لا تطيب إلا بكم وبهم.
ادعو لبعضكم بالأسماء ، توسلوا إلى الله لشفاء عبده فلان وأمَتِه فلانة ، وبقضاء دين فلان وستر وإعفاف فلانة.
كان صلى الله عليه وسلم عليه وسلم يدعو لأصحابه الأسارى عند قريش بأسمائهم ، فكان يقول :
“اللهمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ ، اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبي رَبِيعَةَ…”
وكان الإمام أحمد يدعو لسبعين من أصحابه بأسمائهم في قنوته.
تقربوا إلى الله بلهفتكم على أحبابكم ، وملء سجداتكم وقنوتكم بحاجاتهم ، ثم عمِّمُوا بعد ذلك.
فلربما يطلع الله عليك وأنت مشغول بأمر أخيك ، مشفق عليه ، متلهف على تفريج كربه ، فيعطيك ويعطيه.