Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

الصياد وبناته الثلاثة قصة قصيرة

الصياد وبناته الثلاثة قصة قصيرة

في قرية بعيدة كان هناك صياد جليل يكسب قوته طيلة حياته من البحر في صيادة السمك ، ثم يبيعه في الأسواق ، كان معروفا بصدقه وأمانته ،

فكانت الناس تحبه وتبتاع منه السمك الطازج لجودته وعدم غشه فيما يبيعه ، مما أثار غيرة وحقد منافسيه.

فأرادوا به سوء حتى يزيحوه عن طريقهم وبذلك يفسح لهم المجال في بيع تجارتهم الفاسدة المغشوشة ،

كما يحلوا لهم بأسعار عالية الثمن.

فاتفقوا أن يكيدوا له كيدا ، ويضربوه في كرامته وشرفه.

كان لهذا الصياد ثلاث بنات كل واحدة أحلى من الأخرى ، ولكن الله لم يأذن لهن بالزواج ، لأن كل شاب بالقرية يستصغر نفسه أمامهن.

فهن كن في قمة التربية والرزانة عدا عن جمالهن الذي فاق كل جمال فتيات القرية.

ولهذا السبب أمسك التجار الخيط الذي ينالون به سقوط والدهم ، فاتهموا بناته بالرذيلة والفحشاء ،

ولكي يثبتوا ذلك لأهل القرية قاموا بخطة محكمة تؤكد صحة كلامهم.

في أحد الايام من أواخر الليل قام بعض من التجار يتخريب سفينة الصياد خفية عنه.

فاجتهد الأخير بإصلاحها صباحا قبل أن يسترزق ولكن دون جدوى ،

مما تحتم عليه الامر أن يتنقل إلى القرى المجاورة ليبتاع بعض من أغراضها المكسورة.

وبالتالي حل المساء ولم يعد إلى منزله مما زاد من قلق بناته وزوجته عليه ، حتى دق الباب فظنن أنه عاد والدهن ،

ولكن الطارق كان في الحقيقة سوى أحد المخادعين الذي أخبر أهل بيته بأن ولي أمرهم وجدوه مغما عليه على ضفة الشاطئ ،

وهو الأن في منزل الحكيم كي يعالجه.

فلو أردن أن يتفقدوه فهو سيدلهن على المكان.

إقرأ أيضا: قصة أمك ليست ملاكا

وماصدقت الفتيات بسماع مكان وجود والدهن اللواتي إنتظرنه طيلة اليوم وهن يتخبطن في إنشغال بالهن علي ،

أن يحدث له مكروها وهو في وسط بطن البحر الغادر.

وبالفعل ذهبت بنات الصياد الثلاثة مع الرجل الغريب بينما زوجته تخلفت عنهن لكونها تعجز عن السير بسبب عرجها ،

وما هي إلا مسافة قليلة حتى وصلن إلى المنزل الذي كان مجاور لمنازل عديدة أخرى.

فدخلن بسرعة وقلوبهن ترتجف من شدة خوفهن على والدهن أن يجدوا حالته خطيرة ،

ولكن كل ما عثروا عليه بالداخل سوى ثلاثة رجال ، الشر يتطاير من عيونهن.

فأرادوا أن يهاجموا عليهن ، اللواتي بدورهن علا صراخهن مما أثار تساؤل المارة والجيران.

ليجتمعوا حول باب المنزل يستفسرون عن البلبلة التي بالداخل.

وما هي إلا ثواني حتى إستطعن الفتيات النفاذ من شر ذلكم الرجال ، فوجدن أنفسهن وسط جموع مذهولين مما رأونه في تلك اللحظة.

بنات الصياد العذراوات في بيت غريب مشبوه.

فاستنجدن الثلاثة بمن حولهن ، ولكن في تلك الأثناء تدخل أحد المشاركين في الجريمة وأخبر الناس أن صراخ الفتيات ،

ناتج عن عدم تقبلهن للسعر الذي منحنه إياهن فلا يغرهم براءة وجوههن.

فانصدمن بنات الصياد ، عداك عن أهل قريتهن الذين يشاهدون الموقف وهم بالكاد يستوعبون ما يقوله الرجل.

حاول البنات أن يبررن وقوعهن دون قصدهن في فخ الأشرار ، ولكن واقعة الفاحشة ثبتت عليهم بالجرم المشهود في نظر أهالي قريتهم.

فأصبحوا في تلك الأثناء يشتموهم بأسوء الالفاظ ، كما أن بعضهم رموا عليهن بالطوب.

عدن الفتيات إلى منزلهن وهن بأسوء حالتهن ، يجرن الحسرة والخيبة من أهالي عشيرتهن.

إقرأ أيضا: إمرأة فرنسية أخذت ولدها البالغ من العمر 14 عاما إلى المركز الإسلامي

أثناءها وجدن في منزلهن والدهن ينتظرهن بفارغ الصبر والقلق يجتحي وجهه.

فقص عليه بناته كل ما حدث بالتفصيل وهم يذرفون الدموع كالسيول ،

فحزن على بناته خاصة على الصغرى منهن التي تأذت في رأسها بسبب الطوب الذي رمي عليهن.

جمع الصياد بناته وزوجته التي لطمت وجهها عندما سمعت بناتها ما وقع لهن ، حينها أخبرها أن تحتسب لله وحده.

ولا داعي أن تستعر من شيء ، فبناتها من أحسن البنات تربية وأخلاقا ، وهو يثق بهن كل الثقة ،

ولكن كل ما عليهن أن يستعدن لما هو آت.

فهم سيمرون بأوقات عصيبة وعليهم أن يكونوا يدا واحدة.

فكل هذا مجرد إبتلاء من المولى عز وجل وعليهم أن يحسنوا الظن به.

فبالصبر وتفويض أمرهم لله سيمر كل شيء عسى أن يكون ذاك اليوم قريبا ،

فكل من ظلمهم سيأتي على الظالم وقت حسابه في دنياه قبل آخرته ،

فهم لا يدركوا أن الله لا يحب أن يرى المظلوم دون أن تظهر براءته خاصة طعنهم في شرف الجنس الضعيف الذي لا حول ولا قوة له.

بكلام والد البنات إطمأنت قلوبهن وتوكلن على الله في إظهار براءتهن يوما.

بعدها مرت أيام وأيام لقي فيها عائلة الصياد الهوان والشقاء ما بين أهالي قريتهم ، حتى تجارته كسدت وأصبح لا يشتري منه أحد.

وظن أن التجار نجحت خطتهم وامتلكوا السوق ليتحكموا بالأسعار كيفما شاؤوا.

حتى ذات صباح مر على منزل الصياد بعض من عابري السبيل ،

فطلبوا أن يستريحوا ويقدموا لهم الماء والزاد ، فقد أنهكهم التعب والجوع.

فتأسفت لهم أحد بنات الصياد أنها لا تستطيع إستضافتهم ، فوالدها ليس موجودا بالبيت.

ولكن ستقدم لهم كل ما استطاعت توفيره لهم من طعام.

إقرأ أيضا: وجدان التي عاشت مع الغزلان الجزء الأول

وبعد لحظات عادت الأخت الوسطى وفي يدها صينية نحاسية عليها الماء والخبز وطبق كبير مملوء بالسمك المشوي.

فاستغرب الغرباء مما قدمته لهم الفتاة ، وشكروها على كرمهم بينما جابوا نصف أبواب القرية ولم يضيفوهم حتى بقطعة خبز.

فاستأذنت الفتاة بأدب بعد أن ردت عليهم : بأن لا شكر على نعمة هي من عند الله ،

تمنح للمحتاج فهذا يعتبر رزقه الذي بعث خصيصا له.

أعجبوا عابروا السبيل من بساطة وأدب الفتاتان وعندما أتموا اكلهم ،

دق أحدهم الباب ليعيد الصينية وأطباقها لهم.

ففتحت أختهم الكبرى وذهل الشاب بجمالها وخجلها ، ودعت لهم بالتيسير في سفرتهم بعد أن شكرها ورحل.

لم يدم الوقت طويلا بعد الواقعة حيث تأزمت حالة الناس من غلاء أنواع الأسماك ، فهي قرية ألفت أن تتغذى على خيرات البحر.

فاستشاطوا غضبا من تجارها ، وقاموا بكسر وحرق بيوتهم حينما لم ينفذوا طلباتهم بإنزال السعر ولو قليلا.

فتأذى من ذلك الشغب الرجال الثلاثة الذين قاموا بإفكهم على بنات الصياد.

فالأول أحرقت بنته الذي لم يستطع أن ينقذها داخل منزله وهو ملتهب بالنار ،

والثاني إكتشف خيانة زوجته له بعد أن هرب غريمه وهو يهرب من المنزل أثناء تحطيم المضربون منزله ،

والثالث سقطت على يده أحد الأعمدة الحديدية لتقطع جزء من جسده.

فنزل عليهم العقاب وهم يعلمون جيدا أنه من وراء أفعالهم السيئة.

وبعد الحادثة بيومين خرج المنضر الأخير الذي أخبره الطبيب أن حالته مستعصية ولم يبقى إلا أيام قليلة ليلقى ربه الكريم.

فخاف من لقائه وهو مرتكب المعاصي ، كما أن ضميره لم يدعه أن ينام منذ ذلك الوقت.

إقرأ أيضا: النبع المسحور

فخرج إلى ساحة القرية وهو يتشبط بذراع الصياد ، ونادى أهالي القرية ليخرجوا من جحورهم كالذباب ،

وصاح بأعلى صوته يبريء بنات الإنسان الطيب الذي أمامه.

فهو واصدقاءه هم من قاموا بفعلتهم المشينة ليضعوا بناته في فخ شركهم.

فخجل البقية من فعلتهم وتقدموا هم أيضا إلى وسط الساحة ليؤكدوا على براءة بنات الصياد ، فهم أشرف من الشرف.

بعد ذلك عادت المياه إلى مجاريها ، وعاد الصياد إلى تجارته مرفوع الرأس ،

خاصة بعد تزويج بناته إلى الذين مروا كعابري سبيل ، واتضح أنهم اربع إخوة من طبقة استقراطية.

بينما هم في طريقهم لقريتهم ، هاجمهم اللصوص وسرقوا كل ما لديهم.

ومن كان يظن أن ما حدث لهم هو سبب إيجادهم النصف الثاني الذي لم يستطيعوا إيجاده في قريتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?