Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

الطاحونة العجيبة

كان الأخوان يعيشان في بيت واحد وهما صغيران ، وقد تربيا تربية واحدة حتى كبرا وتزوج كل منهما ، فافترقا وعاش كل واحد في بيت مع زوجته وأولاده ،

وكان الأكبر منهما غنيا جدا والأصغر فقيرا جدا.

وكان الأخ الغني يعيش في جزيرة صغيرة حولها ماء البحر من جميع الجهات ، لذا اتخذ من مهنة الاتجار بالملح مهنة له ،

ومكث يبيع الملح سنوات حتى جمع قدرا كبيرا من المال ، ولكنه رغم ذلك كان بخيلًا جدا.

وفي الوقت الذي كان فيه الأخ الأكبر يكنز الذهب والفضة ، كان الأخ الأصغر يشكو الجوع والفقر ، ولا يجد طعامًا يكفي زوجته وأولاده.

وذات يوم لم تجد زوجته أي طعام بالبيت لكي يقتاتوا به ، فطلبت منه الذهاب لأخيه وطلب المساعدة ،

فلما لا يستلف منه بعض المال ويرده في وقت لاحق.

ولأن الصغير كان يعرف بمدى بخل أخيه رفض ذلك ولكن تحت إلحاح الزوجة وجوع الأطفال ذهب إلى أخيه البخيل ،

فلما دخل عليه وجده يجلس في بيته ويضع أمامه منضدة عليها كل نقوده ، وكان يعد فيها ببطء شديد ،

ولما رأى أخيه الفقير امتعض وعامله ببرود كبير ، فلم يقف ليرحب به أو يسأله عن حاله وحال أسرته ،

فكل ما فعله أن وجه إليه سؤالا ليعرف سبب مجيئه؟

فقال الأخ الفقير بنفس منكسرة وقلب مفطور : أنا أسف يا أخي ولكني جئت إليك أطلب المساعدة ، فمنزلي ليس به طعام ،

وأبنائي وزوجتي جياع ، وكل ما أطلبه منك فقط ريال واحد أشتري به الطعام وسأرده إليك حين ميسرة.

ولكن الأخ البخيل رفض مساعدة أخيه واتهمه بالكسل ، وعدم الكد ،

ولكن الأخ الأصغر أوضح له أنه يسعى كثيرًا ويحاول ولكن الله لم يوفقه بعد.

إقرأ أيضا: بنت البيضان

لم تستطيع كل عبارات الاحتياج أن تؤثر في قلب الأخ الأكبر ، فرفض مساعدة أخيه ورمى له برغيف واحد وطلب منه ألا يأتي إلى بيته مجددًا.

حزن الأخ الصغير من مقابلة أخيه السيئة واضطر أن يأخذ الرغيف وينصرف حتى لا تموت أسرته من الجوع ،

وبينما هو عائد في الطريق وجد شيخًا عجوزًا استوقفه وقال له : إني جائع منذ يومين ولم أكل شيئًا رجاءً أعطني طعاما.

قال الأخ الصغير : إن زوجتي وأبنائي جياع منذ فترة وأنا لا أملك إلا رغيف خبز واحد ، ولكني لا أستطيع أن أراك جائعَا هكذا وانصرف ،

لذا سأقسم الخبز بيني وبينك.

أكل العجوز نصف الرغيف وحمد الله شاكرًا ، وبعدها قال للأخ الفقير سأدلك على شيء يغنيك ،

فأنت رجل طيب القلب كريم الخلق تستحق أن تكون غنيًا لكي تساعد الفقراء.

فهناك في ذلك البيت القريب حوريات صغار ، أطرق الباب وبعد الاستئذان سيطلبون منك شراء ما معك من خبز ،

لا تبعه لهم بأي مال ، ولكن اطلب الطاحونة القديمة مقابلًا.

وبالفعل دخل الأخ الفقير إلى بيت الحوريات الصغار ، وبعد أن سلموا عليه طلبوا ما معه من خبز بأي مقابل ،

فرفض الذهب الفضة وطلب الطاحونة كما دله الرجل ،

ولكن الحوريات رفضن في البداية ، ولما هم بالانصراف قالت الحورية الكبيرة نجن لسنا في حاجة للطاحونة فهي مركونة خلف الباب ،

وأنت رجل طيب القلب يمكنك أخذها ولكن لا تعطيها لأحد يسيء استخدامها حتى لا تضره وتقضي عليه.

ولما خرج الرجل من البيت علمه العجوز كيف يستخدمها ، وما إن ذهب إلى بيته حتى أخبر زوجته بسر الطاحونة العجيبة ،

وجرب كل منهما استخدامها فأخرجت كل ما تمنوا من طعام وشراب وملبس ووقود للتدفئة.

إقرأ أيضا: تاب في الطائرة ثم انتكس

فرح الزوجان كثيرًا بذلك الكنز الذي أرسله الله لهما ،

وبعد أصبح الأخ الصغير غنيًا جدًا مثل أخيه ولكنه على عكسه كان يساعد الفقراء والمحتاجين ولا يرد سائلًا يأتي لبابه ،

لذا زاده الله غنى.

اندهش الأخ الغني حينما علم بالرزق الذي هبط على أخيه ، وقرر أن يعرف السر وراء ذلك ،

فأرسل رجلًا من خدمه يتلصص على أخيه وظل طوال النهار يرقب المنزل ،

حتى حل الليل فنظر من خلف النافذة ووجد الأسرة مجتمعة حول طاحونة يخرج منها أفضل الطعام والشراب ،

فعاد إلى سيده مسرعًا وأخبره بما وجد.

قرر الأخ البخيل أن يأخذ الطاحونة لنفسه فاتجه إلى بيت أخيه ، وأخبره أنه علم بسر الطاحونة ويريد شراءها بأي ثمن ،

ولكن الأخ الكريم رفض طلب أخيه ، لأنه كان يعلم أن نواياه ليست جيدة ، وقد يضر نفسه باستخدام تلك الطاحونة العجيبة.

فانصرف الأخ البخيل وهو عازم على سرقة الطاحونة.

وفي اليوم التالي أخذ قاربه وتسلل إلى بيت أخيه في الليل ، وسرق الطاحونة وعاد بها إلى القارب متجهًا إلى منزله ،

ولأنه كان جشع طماع لم يصبر حتى يصل إلى بيته واستخدم الطاحونة ، فقد كان يرغب في الملح الكثير لكي تزيد تجارته ويكثر ماله ،

وبالفعل بدأت الطاحونة تنتج الملح وهي على متن القارب.

وبدأت كمية الملح تزداد بصورة كبيرة أثقلت القارب فأخذ يميل في البحر.

شعر الأخ البخيل بالخوف والقلق فأخذ يرمي الملح الزائد ولكن دون جدوى ، فقد كانت الطاحونة تنتج ضعف ما يرمي ،

وما هي إلا لحظات قليلة ، حتى أغرق الملح القارب بالطاحونة والرجل ، فمات في أعماق البحر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?