نحو حياة أفضل

الطريقة المثلى لتعريف الأطفال بخالقهم وتعليمهم العقيدة الصحيحة

الطريقة المثلى لتعريف الأطفال بخالقهم وتعليمهم العقيدة الصحيحة

أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة هذا سائل يقول : كيف تكون الطريقة المثلى لتعريف الأطفال ما دون السابعة بخالقهم ،

وكيف يتم تأسيس العقيدة الصحيحة لهم؟

الجواب : دون السابعة ما يميزون ولا يدرون ، لكن إذا بلغوا السابعة وبلغوا سن التمييز يبدأ تعليمهم.

والإعتراف بالخالق هذا فطرة ، هذا مركوز في الفطر ، قال صل الله عليه وسلم ( كل مولود يولد على الفطرة ) ،

فهذا مركوز في الفطرة ما يحتاجون يعلمهم إياه .

لكن إذا بلغوا سن السابعة يأمرون بالصلاة ، ويُدرَّسون شيئا من التوحيد ،

يُدرَّسون شيء من الحديث خفيف ، أشياء خفيفة ، لأنهم ميزوا ، صاروا يعرفون ما يقال لهم.

أما قضية تعليمهم توحيد الربوبية ، أو من ربك ، أو ما أشبه ذلك ، فهذا مركوز في الفِطَر ،

لكن قول : من ربك ، ليس معناه الإقرار بالربوبية فقط ، معنى من ربك : من هو معبودك ،

لأن الربّ يُطلقُ على الإله ، على المعبود ، فإذا ذُكِر الرب دخل فيه الإله ، وإذا ذُكر الإله دخل فيه الرب ،

وإذا ذُكِرا جميعا صار للرب معنى وللإله معنى آخر ، مثل الإسلام والإيمان ،

ومثل الفقير والمسكين ، هذه الأشياء قد تتداخل وقد تفترق ، حسب المقامات.

فالحاصل أن توحيد الربوبية هذا مركوز في الفِطَر ، ويولدُ عليه الطفل ، (كل مولود يولد على الفطرة) ،

ولا ينكر الرب إلا إذا غُيّرَت فطرته (فأبواهُ يُهوِدانِهِ أو يُنصّرانِهِ أو يُمجِسانِه).

إذا غُيّرَت فطرته فإنه يتغير ، أما لو تُرِك على فِطرته ثم بوشِرَ بتعليمه الدين الإسلامي توافق هذا مع الفِطرة ،

فإن هذا يتوافق مع الفطرة ويتماشى معها ، هذا هو التعليم الصحيح ، نعم.

الشيخ صالح الفوزان حفظه الله.

قال رسول الله صل الله عليه وسلم : كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ؛ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ ،

كَمَا تَنَاتَجُ الْإِبِلُ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ ، هَلْ تُحِسُّ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: عفي زوجك أيتها الزوجة

قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ الَّذِي يَمُوتُ ، وَهُوَ صَغِير؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ.

رواه أبو داود في سننه ومالك في موطئه ، وغيرها.

كل مولود أي : من بني آدم.

(يولد على الفطرة) اختلف السلف في المراد بالفطرة على أقوال كثيرة ، وأشهر الأقوال أن المراد بالفطرة الإسلام.

قال ابن عبد البر : وهو المعروف عند عامة السلف.

(يهودانه) أي : يعلمانه اليهودية ويجعلانه يهوديا. (وينصرانه)

أي : يعلمانه النصرانية ويجعلانه نصرانيا. (كما تناتج الإبل) أي : تلد.

(جمعاء) أي : سليمة الأعضاء كاملتها.

(هل تحس) بضم التاء وكسر الحاء ، وقيل : بفتح التاء وضم الحاء.

أي : هل تدرك ، قال الطيبي : هو في موضع الحال أي : سليمة مقولا في حقها ذلك.

(من جدعاء) أي : مقطوعة الأذن.

والمعنى أن البهيم أول ما تولد تكون سليمة من الجدع وغير ذلك من العيوب حتى يحدث فيها أربابها النقائص.

كذلك الطفل يولد على الفطرة ولو ترك عليها لسلم من الآفات إلا أن والديه يزينان له الكفر ويحملانه عليه.

قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم بمعناه من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.

عون المعبود شرح سنن أبي داود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?